عدد القراءات : 1642 | تاريخ الإضافة : 2014-03-16 13:35:00
A
A
A
الباحث / أ. عاطف المسلمي

قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية

 2013

 

عاطف المسلمي

مقدمة

انتهت انتخابات الكنيست التاسعة عشر التي اجريت في الثاني والعشرين من يناير الماضي 2013 وحملت نتائجها الكثير من الدلالات التي تحتاج إلى قراءة تحليلية بهدف تفسير التغيرات الكثيرة التي حدثت على الساحة الحزبية الإسرائيلية والتي هي انعكاساً للحراك الذي حدث في المجتمع الإسرائيلي منذ ما يعرف بالربيع اليهودي (احتجاجات صيف 2011). ورغم أن النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة لا تحيد كثيرا عن نتائج الاستطلاعات التي سبقتها إلا أنها حملت في طياتها الكثير مما يمكن التوقف عنده والحديث حوله في محاولة لقراءة شكل الخارطة السياسية الإسرائيلية خلال السنوات الأربع القادمة. وأمام عدة دلالات واضحة أبانت عنها هذه الانتخابات تبرز ثلاث نقاط رئيسية الأولى: الفشل الذريع الذي أصاب تحالف بنيامين نتنياهو-ايفغدور ليبرمان. الثانية: الصعود الصاروخي للصحافي يئير لبيد زعيم حزب يوجد مستقبل. والثالثة: تكرار فشل حزب العمل وانبعاث ميرتس من جديد.

هذه النقاط بالإضافة لما أفرزته النتائج من جمود القوائم العربية واندثار كديما ومحافظة الأحزاب الدينية على قوتها تعطي مجتمعة صورة مبدئية لشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة والخط السياسي لإسرائيل على الصعيدين الداخلي والخارجي.

قبل الولوج لتحليل النقاط سالفة الذكر نقدم بالأرقام النتائج النهائية لانتخابات الكنيست التاسعة عشر والتي جاءت على النحو التالي:

  • كتلة اليمين 61 مقعداً، كتلة الوسط واليسار 59 معقدا.
  • تشمل كتلة اليمين الأحزاب التالية: الليكود بيتنا 31 مقعداً، البيت اليهودي 12 مقعداً، شاس 11 مقعدا، يهودوت هتوراه 7 مقاعد.
  • تشمل كتلة الوسط –اليسار الأحزاب التالية: يوجد مستقبل 19 مقعد، العمل 15 معقداً، الحركة 6 مقاعد، ميرتس 6 مقاعد، الجبهة الديمقراطية 4 مقاعد القائمة العربية 4 مقاعد، التجمع الديمقراطي 3 مقاعد، كديما 2 مقعد.
الانتخابات في ارقام:

الحزب

عدد المقاعد

عدد المقترعين

نسبة الاصوات في المائة

نسبة تصويت الجنود في المائة

الليكود

31

884.631

23.32

24.5

يوجد مستقبل

19

543.280

14.32

16.5

العمل

15

432.083

11.39

10.4

البيت اليهودي

12

345.035

9.12

15

شاس

11

331.800

8.75

7.3

يهدوت هتوراة

7

196.038

5.17

2.8

الحركة

6

189.168

4.99

4.3

ميرتس

6

172.3382

4.54

3.8

القائمة العربية الموحدة

4

138.362

3.65

1.1

الجبهة الديمقراطية

4

113.610

3

0.9

التجمع الديمقراطي

3

96.926

2.56

0.7

كديما

2

79.487

2.10

2.2

ورقة خضراء

0

-

-

4

قوة لإسرائيل

0

-

-

2.3

 

الانتخابات في أرقام

إجمالي الأصوات الصالحة

3.793.221

أصوات شطبت ولم تحصى

40.915

المواطنون الذين وصلوا إلى الصناديق واقترعوا

3.834.136

نسبة التصويت

67.79 (في الانتخابات السابقة 64.7)

صوتوا عبثا: الأصوات للأحزاب التي لم تجتز نسبة الحسم

269.519

الأصوات المطلوبة لاجتياز نسبة الحسم

75.864

المصدر: جريدة إسرائيل اليوم 25/1/2013

بالنظر إلى النتائج النهائية للانتخابات، تبرز علاقة واضحة كادت أن تتلاشى خلال دورات الكنيست الأربع الأخيرة، أي منذ انتخابات العام 1999، وهي حالة التعادل البارزة بين معسكري اليمين الوطني والديني من جهة ومعسكر اليسار-الوسط من جهة أخرى، مما يشير بالجزم أن الحكومة القادمة لن تكون أحادية اللون، وان الأحزاب الدينية المتطرفة لن تجد الطريق مفروشا بالورود نحو حكومة اليمين التقليدي. فإذا كان بنيامين نتنياهو هو قطعيا المرشح الاوفر حظاً لتشكيل الحكومة القادمة، فإن طريقه لانجاز ائتلاف حكومي مستقر سيكون مليئا بالاشواك والازمات نظرا للتباين الواضح في البرامج والايدولوجيا التي يتبناها الفرقاء المرشحون للانضمام للائتلاف، لذلك فعلى الرغم أن نتنياهو قد حقق أعلى نسبة أصوات إلا انه فوز بمذاق الهزيمة، نظرا للتراجع الكبير الذي سجله اتحاد الليكود وإسرائيل بيتنا "31 مقعدا مقابل 43 مقعداً في الكنيست الماضية"، الأمر الذي سيضعف قدرة نتنياهو على المناورة.

أولا: لماذا فشل نتنياهو؟

هذه هي المرة الثانية التي يقرر فيها الناخب الإسرائيلي إنهاء حكم نتنياهو بشكل مذل، وقد نجح في المرة الأولى في انتخابات مايو 1999، ورغم انه لم ينجع هذه المرة بشكل كامل إلا انه أورث نتنياهو تركة ثقيلة تمثلت في شبه هزيمة وذلك عندما قال له الجمهور الإسرائيلي بشكل صريح : أنت رئيس وزراء منفر، وذلك لسببين: الأول سلوك شخصي منفر والثاني سياسات لم تتعاطى مع قضايا الشرائح الفقيرة والمتوسطة التي احتشدت في احتجاجات صيف 2011 ولم تجني شيئاً ملموسا من وراء ذلك الحشد سوى أنها توعدت نتنياهو في صناديق الاقتراع.

لقد فشل نتنياهو في الانتخابات لأنه لم يكن لديه ما يقوله. ملك البقاء السياسي فقد في منتصف ولايته السابقة الاتصال مع الجمهور، وراوح مكانه لأنه لا يوجد خصم ذو وزن في المعارضة، وهو لم يقترح أي أمل على الإسرائيليين وأدار حملة انتخابية تعيسة لم يقدم فيها برنامجا انتخابياً واكتفى برسالة "رئيس وزراء قوي"1.

لقد كان نتنياهو على علم بضعفه الذي ظهر له في أعقاب الاستطلاعات، فقد كان ينتصر بسهوله على كل مرشح آخر في سؤال "من هو الأكثر ملائمة ليكون رئيس الوزراء". ولكنه لم ينجح في أن يجلب لليكود أي أمل في الانتصار، وبدلاً من معالجة المشاكل العميقة التي تسببت في الربيع اليهودي صيف 2011، اختار نتنياهو الطريق الأسهل لصفقة سياسية لتخليد كلمة "الوحدة مع إسرائيل بيتنا". اتفاقه مع ليبرمان أبقاه في كرسيه على ما يبدو ولكن مع صفعة قوية من الناخبين.

لقد ادرك نتنياهو أن الجمهور الإسرائيلي قلق من الوضع الاقتصادي. أسعار السكن، البطالة، تهرب الأصوليين من الخدمة العسكرية، ومع ذلك اختار أن يتجاهل هذه المشاكل الحيوية والتركيز على التهديد الإيراني ووحدة القدس والإعلان عن بناء آلاف الشقق في المستوطنات، والمرة تلو الأخرى التقط لنفسه الصور في حائط المبكى بما في ذلك يوم الانتخابات. كل ذلك لم يسعفه في الوصول إلى قلب الناخبين الذين على ما يبدو يأسوا منه. لقد نسي نتنياهو المجرب كيف يكون العقاب عندما يغضب الجمهور وصدق التقارير الزائفة التي وصفته "بالملك بيبي" الذي لا بديل له والثمن دفعه الليكود في صناديق الاقتراع. لقد ارتكب نتنياهو عدة أخطاء على الصعيد السياسي ما كان له أن يرتكبها أودت به إلى ما آل إليه، أهمها الانحراف بالليكود اكثر نحو اليمين، لقد كان الأجدر بالليكود باعتباره الحزب الحاكم أن يحافظ على بقائه في المركز السياسي، لكن نتنياهو دُفع إلى اليمين، بدأ ذلك بالتحالف مع ليبرمان، ثم الانتخابات التمهيدية في الليكود التي سيطر عليها كاتس وفايغلن وقضيا على التراث الليبرالي لليكود، وانتهى به الأمر إلى منافسة بينيت على أصوات اليمين المتدين2.

ثانياً: ظاهرة لبيد:

حسب رأي أغلبية المحللين السياسيين في إسرائيل، لم تكن الانتخابات البرلمانية الأخيرة سياسية بالمطلق والدليل على ذلك أن الفائز الأكبر في هذه الانتخابات كان رجلاً غير سياسي بشكل كبير، فقد انتقل لبيد صاحب العمود الصحفي مقدم برنامج التلفاز الذي لم يكتب او يتحدث في السياسية من قبل لا في أعمدته الصحافية الاجتماعية ولا في برامجه التلفزيونية، انتقل في طرفة عين ليكون اللاعب الثاني على مسرح السياسة الإسرائيلية بعد نتنياهو، كيف تم ذلك، ولماذا هذا النفور من الجمهور الإسرائيلي للسياسيين، وهل بدأ الناخب الإسرائيلي منزوع الثقة من العملية الانتخابية برمتها؟.

لقد رأى الناخب الإسرائيلي في لبيد نموذجا يحتذى به للحلم الإسرائيلي، فهو يبدو بمظهر جيد، ويتكلم بصورة جيدة، وهو غير متطرف.

عندما صوت الناخبون الإسرائيليون لحزب لبيد "يوجد مستقبل" وحمله الى المركز الثاني من حيث الحجم في الكنيست التاسعة عشر. إنما كانوا يردون على ادعاءات أحزاب اليمين والأصوليين التي تقول إن "الكتلة اليمينية الأصولية بزعامة بنيامين نتنياهو ونفتال بينيت، تتمتع بأغلبية لا جدال فيها بين الجمهور، تمنحها تفويضا بضم المناطق، بتوسيع المستوطنات، بتحطيم المحكمة العليا، وبتقييد الصحافة الحرة. ولكن الضربة التي تلقاها اليمين في صناديق الاقتراع لم تكن ساحقة، والصراع على صورة إسرائيل سيستمر بكل حدة بعد الانتخابات ايضا3.

لقد عرض لبيد في حملته الانتخابية برنامجا سياسياً يلتزم فيه باستئناف المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بعد ان تنسحب إسرائيل من المناطق خارج الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والقدس الموحدة عاصمة إسرائيل الخالدة، البناء في المستوطنات لأغراض النمو الطبيعي. ورغم أن هذه الأفكار ليست مقبولة على الطرف  الآخر، إلا أن لبيد مُلزم بأن يصر على تأييده للحل الوسط ومحظور عليه أن تغريه اقتراحات نتنياهو لتعديل طريقة الحكم أو تجنيد الأصوليين للجيش مقابل مواصلة سياسية خارجية ذات نزعة القوة الضارة التي يتبناها الليكود- بيتنا. في ظل غياب معتدلي الليكود في الحكومة القادمة بعد إبعادهم من القائمة للكنيست سيكون لبيد ممثل إسرائيل الليبرالية. وهو محظور عليه أن يخون المسؤولية الملقاة على عاتقه من اجل حقائب وزارية رفيعة المستوى، ووعود فارغة من المضمون.  وعلى لبيد أن يدرك أن كبر توقعات جمهور ناخبيه يشبه إلى حد ما كبر نجاحه في صناديق الاقتراع، فإذا تبين لهم في غضون الأشهر القليلة القادمة ان توقعاتهم قد خابت، فلن يرغبوا في سماعه بد ذلك وسيختفي الـ19نائباً كأنهم لم يكونوا4.

ثالثا: فشل حزب العمل:

للمرة الرابعة على التوالي يسجل حزب العمل فشلاً ذريعاً في الانتخابات، وهذه المرة كانت الظروف مغايرة، حيث كان هناك فرصة لتحقيق أفضل مما كان، ولكن غرور زعيمة الحزب وصلفها وجمودها ابعد عنها المصوتين. إن رئيسة الحزب شيلي يحيموفتش تتحمل الجانب الأكبر من هذا الفشل الذريع، وعليه فإن الثمن الذي ستدفعه لن يتأخر. قد لا تعلم يحيموفيتش ان زعامتها لحزب العمل انتهت وفشلها واضح للعيان، فهي لن تكون رئيسة للوزراء، وكذلك زعيمة كتلة اليسار-الوسط ولا تشكل الحزب الثاني في الكنيست من حيث الحجم، وهي غير قادرة على بناء أي كتلة حسم في وجه نتنياهو.

إن فشلها كبير جداً لان الظروف السياسية التي وقفت إلى جانبها كانت ممتازة، فقد كان حزب كاديما في الخلف ينزف مع 28 نائباً وينتظر التقسيم.

وكان هناك الاحتجاج الاجتماعي على سياسات حكومة نتنياهو الاقتصادية والذي أعطى دعماً عظيماً، لكن تبين آخر الأمر ان يحيموفتيش لم تنجح في ان تأخذ أي شيء تقريبياً من هذين المخزونين الضخمين، وقد أخذت تسيبي ليفني وضاعفت زهافا غلئون (زعيمة ميرتس) عدد نوابها وحصد يئير لبيد حصاداً كبيراً وكذلك تمتع نفتالي بينت ايضا الا هي فلم تحصد شيئاً.

إن الحملة الانتخابية التي أدارتها يحيموفتيش كانت مليئة بأخطاء استراتيجية كبيرة تنبع من شخصيتها. فبدل أن تحاول إغراء ناخبين محتملين، حاولت اغراء شركاء محتملين لحكومة ترأسها هي وهم المستوطنين والحريديين . وقد نظرت دائما نحو اليمين ولم تقل أي كلمة بادرت إليها في الشأن السياسي، واعتقدت بذلك أنها ستجذب مصوتي اليمين، لكنها أفقدت الحزب مصوتي العمل التقليديين الذين يرون حل الصراع مهمة مركزية، فانتقلوا إلى ميرتس وحركة تسفي ليفني. تقول زهافا غلئون زعيمة ميرتس في هذا ان "حزب العمل قد أدار افضل حملة انتخابية لميرتس"5.

وفي اللحظة  الأخيرة عندما ادركت يحيموفيتش أن اليمين لا يأتي إليها قامت بارتداد إلى الخلف وأعلنت انها لن تدخل حكومة نتنياهو، وهكذا أضاعت الثقة بها. فصوت كل أولئك الذين أرادوا ان يصوتوا لحزب يدخل الحكومة ويجعل نتنياهو معتدلاً  شيئاً ما، صوتوا ليئير لبيد. وفي المجال الاقتصادي الاجتماعي أخطأت يحيموفيتش كل الأخطاء الممكنة أيضا، فقد عرضت خطة مجنونة لا أساس لها مع زيادة ميزانية فلكية تبلغ 138 مليار شيكل في خمس سنوات، في حين يعلم الجميع انه ينبغي اقتطاع 14 مليار شيكل من ميزانية 2013. وبين هذا التناقض للجمهور ان يحيموفيتش تحتال عليه، وأدرك أن الحديث عن خطة غوغائية، تفضي إلى دمار اقتصادي كما هي الحال في اليونان. وفي الحقيقة انه منذ يوم نشر الخطة حينما كان حزب العمل يقف على 22 نائباً، اخذ يهبط في استطلاعات الرأي. ومن المناسب أن نذكر هنا عدم مسؤولية افيشاي برفرمان، أستاذ الاقتصاد الذي ايد الخطة.

ومن المناسب أيضا أن تذكر خيانة يحيموفيتش لليسار، حينما وقعت على اتفاق فائض الأصوات مع يئير لبيد بدل غلئون. وكان ذلك خطأ آخر ينبع من الغرور وعدم المعرفة. فبحسب قانون "بادر-عوفر" يكون لحزب كبير يوقع على اتفاق مع حزب صغير أفضلية في تقاسم فائض الأصوات. وبرغم ذلك وقعت مع حزب اكبر وخسرت بذلك نائباً كاملاً (أو حتى أثنين) للعمل ولليسار.

 ولم يفهم احد أيضا لماذا اخفت كبار الحزب ممن لهم تجربة من مجالات الأمن والعلاقات بالعرب والرفاه والاقتصاد، ونشرت فيلم دعاية عنها وهي تقف في المطبخ وتطبخ للأولاد بدل ا ن تعطيهم زمنا على الشاشة وكأنها تقول أنا، وأنا فقط6.

رابعاً: تشكيل الحكومة بعد مفاوضات ائتلافية عسيرة:

لقد جاءت ولادة الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي أعقبت انتخابات الكنيست الـ19 عسيرة جداً، استنفذ بها نتنياهو الرصيد الزمني المتاح له بأكمله وذلك نتيجة لإفرازات الانتخابات التي أسفرت عن حالة شبه تعادل بين معسكري اليمين بشقيه الوطني والديني واليسار الوسط الأمر الذي جعل نتنياهو أمام خيارين لا ثالث لهما وهما إما السير نحو تشكيل حكومة يمينية ضيقة، أو حكومة موسعة مليئة بالتناقضات والصراعات حيث يقف أمام ملفين ساخنين الميزانية العامة والتقليصات المقترحة ومسألة تجنيد الحريديم.

وإذا كانت المفاوضات الائتلافية لا تبدأ في العادة إلا بعد أن يكلف الرئيس المرشح الأقوى حظاً لتشكيل الحكومة وهو في هذه الحالة بنيامين نتنياهو، إلا ان اتصالات لبدء مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي القادم بدأت خلف الكواليس فور إعلان النتائج وابانت أن المفاوضات ستكون طويلة ومعقدة.

وعلى الرغم من أن معظم المحللين السياسيين الإسرائيليين توقعوا العقبات التي سيواجهها نتنياهو إلا أن أحداً لم يتوقع أن تكون مهمته بهذه الصعوبة، وأن يكون حجم التنازلات كبيرة إلى هذا الحد. فنتنياهو المعروف في إسرائيل بأنه ملك المناورات السياسية وأستاذ الائتلافات الحكومية، سيواجه صعوبات جمة في تشكيل حكومته الثالثة فرضتها عليه نتائج انتخابات جاءت عكس ما كان يريد ووضعته أمام خيارات صعبة لا تعطيه مساحة للمناورة، وقد ضاقت مساحة المناورة أمام نتنياهو اثر الإعلان عن الاتفاق المبدئي بين يائير لبيد زعيم يوجد مستقبل وبينيت زعيم البيت اليهود. الذي ينص على إما الانضمام سوياً للحكومة أو الذهاب سوياً للمعارضة، والاعتبار الذي دفع الحزبين إلى التوصل إلى التنسيق بينهما هو تخوف كل منهما من أن يحاول نتنياهو ضم احد الحزبين دون الأخر إلى الحكومة، وذلك على اثر تصريحات قياديين في الليكود "بأنه إذا لم يلين لبيد مواقفه فإنه سيكون بالإمكان تشكيل حكومة يمين- حريديم مؤلفة من أحزاب الليكود وإسرائيل بيتنا ، البيت اليهودي، شاس ويهودت هتوراه.

كذلك كانت هناك تخوفات في البيت اليهودي من تشكيل حكومة من دون هذا الحزب خاصة على ضوء العلاقات السيئة بين نتنياهو وبنييت. وهذا الاتفاق يمنع عمليا تشكيل حكومة دونهما ويلزم نتنياهو بضم هذين الحزبين إلى حكومته بشروط مريحة لهما.

وحسب صحيفة معاريف (الاثنين 4/2/2013) فإن نتنياهو سعى بكل جهد لديه لدق اسفين بين الحزبين من اجل منع تنسيق موقفيهما. فهو فجأة اخذ يتحدث عن استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين ويضع هذا الموضوع كأحد الأهداف الرئيسية لحكومته المقبلة، وهو بذلك يحاول تمرير رسالة إلى لبيد بأنه يفضل إلغاء الاتفاق مع بينيت إذا كان يريد فعلاً دفع الخطوات السياسية للأمام، مع معرفة نتنياهو المسبقة بمعارضة بينيت لأي مفاوضات تؤدي إلى التنازل عن أراضي للفلسطينيين، وبينت الذي كان رئيساً لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية يرفض بشكل قطعي حل الدولتين ويدعو إلى ضم جزءاً كبيراً من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وقد تمركز الخلاف السياسي بين هذين الحزبين والليكود حول قضية "المساواة في تحمل الأعباء" وفي طلبهما تجنيد الحريديم للجيش الإسرائيلي، وهو ما يعارضه الحزبان الحريديان شاس ويهودت هتوراه بشدة الحليفان التقليديان لنتنياهو في  حكومتيه السابقتين. وقد برز هذا الخلاف بشدة منذ اليوم الأول لبدء المفاوضات الائتلافية، حيث صرح رئيس شاس ايلي يشاي "أن نتنياهو يريد لبيد في الائتلاف أكثر مما يريد شاس"7.

من جهة أخرى نقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي عن لبيد تلويحه خلال اجتماعات مغلقة، بإسقاط نتنياهو عن الحكم خلال عام  ونصف العام في حال لم يستجب الأخير لشروطه، يدعمه في ذلك نتائج استطلاعات الرأي التي اجريت عقبت الانتخابات أشارت إلى ارتفاع في شعبية لبيد، وانه لو تم إعادة الانتخابات فإن حزب يوجد مستقبل بزعامة لبيد سيحصل على عدد مقاعد أكثر من الليكود، وقد عقب قياديون في الليكود على أقوال لبيد "بأنه يحاول الحصول على الحد الأقصى من مطالبه، والأمور لا تبدو بهذا الشكل وأقواله حول إسقاط نتنياهو تبدو كالهوس، فهو يحلق في أماكن بعيدة وليس واضحاً أين تقع وأكثر من هذا، ويبدو انه ارتكب إثم الغطرسة، وعندما يصحو قدي يكون الوقت متأخراً"8.

مطالب لبيد:

-         دولتان للشعبين.

-        الكتل الاستيطانية في ايدينا.

-        القدس لن تقسم.

-        لا تقام مستوطنات جديدة. البناء في المستوطنات القائمة يستمر.

-        المساواة في العبء.

-        كل أبناء 18، بما فيهم الأصوليون والعرب يجندون. الجيش يقرر أين يخدمون.

-        القتاليون يتلقون راتبا، في الإدارة وفي الخدمة الوطنية يخدمون لسنتين.

-        أربعمائة فقط من أبناء المدارس الدينية يحصلون على إعفاء كامل في كل وردية تجنيد.

-        الإصلاح في التعليم.

-        إقامة مجلس وطني للتعليم وتعليم المواضيع الأساسية للجميع.

-        تقليص الفوارق الاجتماعية.

-        السلطات في المحيط تتلقى ميزانيات اكبر للتعليم.

-        تقليص عدد امتحانات البجروت.

-        تغيير طريقة الحكم.

-        حصر عدد الوزراء بـ 18 وزيراً.

-        رئيس الحزب الأكبر يشكل الحكومة.

-        رفع نسبة الحسم.

-        تقليص إمكانية إسقاط الحكومة بعدم الثقة.

-        تقليص العجز.

-        الدولة تشجع الأعمال التجارية الصغيرة وتساعدها.

-        زيادة المشاركة في سوق العمل.

-        تقليص ميزانيات المستوطنات والمدارس الدينية.

-        الإصلاح في السكن.

-        تخفيض أسعار السكن من خلال بناء مكثف لـ150 ألف شقة للايجار للشباب على أراضي الدولة في المدن9.

أن عدم استعداد لبيد لإبداء المرونة في قائمة الشروط المبدئية التي وضعها لدخول الائتلاف، وكذلك سلسلة التصريحات التي صدرت عنه حول نيته المنافسة على رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة، جعلت نتنياهو وليبرمان يصرحان بأنهما يبحثان عن سبل أخرى للتفاوض، والقصد هنا محاولة إغراء البيت اليهودي الذي يعتبرانه الحلقة الأضعف لكسر لبيد، وبحسب مقربين من نتنياهو وليبرمان، فإن اقتراحاً سخياً لبينيت يمكن أن يخلق شرخاً في جدار الاتفاق بين الحزبين ويضعف قوة لبيد في التفاوض. بيد أن هذا الخيار صدم بعدم رغبة بينيت بنقض الاتفاق الذي اتمه مع لبيد، وردا على ذلك انشأ الاثنان (لبيد وبينيت) قاعدة مشتركة لإدارة المفاوضات الائتلافية.

لقد سعوا في الليكود إلى إنشاء حكومة دون لبيد وهم وضعوا سيناريوهات لحكومات من دون لبيد. واحداها إنشاء ائتلاف يقوم على البيت اليهودي والأحزاب الحريدية والحركة برئاسة تسيبي لفني وكديما. وسيكون عدد نوابه اذا نشأ 69 نائبا. وقد تُغرى لفني بحسب التقديرات بالدخول إلى الحكومة على أساس تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة عن استعداده للدفع قدما بـ "مسيرة السلام".

  وفي مقابل ذلك فان حقيقة أن رئيس الوزراء لا يستطيع إنشاء ائتلاف كهذا من غير البيت اليهودي ستجعل التقدم في المسيرة السياسية في المستقبل صعبا، هذا إلى أن الحركة وعلى الأقل في المباحثات الائتلافية الرسمية تشترط شرطا لا لبس فيه وهو أن اعضاءها لن ينضموا الى حكومة نتنياهو إلا اذا سُلمت لفني زمام المسيرة السياسية. ونشك كثيرا في ان تكون المقترحات التي نقلها نتنياهو ومساعدوه إلى أفراد الحزب تتساوق مع هذه المطالب. أوضح عضو الكنيست المعتزل يوآل حسون عضو فريق التفاوض من الحزب. "إن أول شرط عندنا لدخول الحركة الى الحكومة هو ان يتم الدفع قدما بالمسيرة السياسية وان يتم ذلك على يد لفني بتنسيق مع رئيس الوزراء".

  من جهة أخرى اجج التفاوض الائتلافي اللهب الذي اشتعل بين الاحزاب الحريدية والبيت اليهودي. ففي رد على جملة الضغوط التي تستعملها شاس ويهدوت هتوراة على حاخامي الصهيونية المتدينة في محاولة لصد حلف بينيت – لبيد في شأن قانون المساواة في العبء، قال الحاخام ايلي بن دهان وهو في المكان الرابع في البيت اليهودي: "درست في المعاهد الدينية أكثر من قادة شاس الثلاثة معا، فلن يُعلموني ما هي التوراة وما هي دراسة التوراة". وقال: "الحريديون في ذعر، فهم يريدون بشتى الطرق أن يضغط حاخامونا على بينيت. أن كل واحد يعلم انه لو كان الأمر عكس ذلك لانضموا إلى الحكومة من غير تردد. وهم يأتون الآن كي ننقذهم"10.

وظل الرهان سائداً في الليكود على أن البيت اليهودي لن يستطيع البقاء زمناً طويلا خارج الائتلاف بسبب قضية التساوي في الأعباء، وان عزل لبيد سيؤتي ثماره لكن اذا لم يحدث ذلك فسيتم تشكيل الحكومة على النحو التالي:

الليكود بيتنا (31)، شاس (11) يهودت هتوراه (7)، والحركة وكديما (8) والبيت اليهودي (12) ويستطيع ائتلاف حكومي من (69) نائباً أن يصمد لكن هل سيكمل دورته11؟

لقد جعل يائير لبيد من إبعاد شاس عن الائتلاف الحكومي هدفه الرئيسي، لأن جمهور ناخبيه يتوقعون منه العمل على إنشاء حكومته من غير أعضاء شاس الـ11، وفي طريقه إلى تحقيق هذا الهدف كان التحالف مع البيت اليهودي بمثابة صمام الأمان الذي سيصعب على شاس إمكانية الولوج إلى الحكومة القادمة مما سيرفع اسهم لبيد أمام ناخبيه وسيسهل عليه تمرير شروطه الواحد تلو الآخر في ظل وجود رئيس حكومة يدرك أن استمرار حكومته منوط بإبقاء لبيد فيها، وان أي استئناف للمفاوضات التي هي مطلب خارجي يمثل ضغطاً على إسرائيل لن يتم إلا بوجود لبيد الذي أصبح وجوده على طاولة الحكومة مطلباً داخلياً وخارجياً بطريقة تضييق الخناق على نتنياهو وتحد من قدرته على المناورة في المفاوضات الائتلافية.

ومما يؤسف نتنياهو أن حكومة تجمع الحريديم مع لبيد غير ممكنة لأن لبيد لن يدخل ائتلاف مع الحريديم.، وحكومة مع الحريديم بدون لبيد تعتبر انتحاراً سياسياً لان نتنياهو لا يستطيع مع الحريديم أن يفي باي وعد اعطاه لناخبيه، فهو لن يستطيع أن يجند الحريديم ولا أن يخفض غلاء المعيشة عن الطبقة الوسطى، ويستمر الحريديون بالتمتع بالسكن المدعوم من الحكومة ولن تضاف اللغة الانجليزية والرياضيات إلى جهاز التعليم خاصتهم وبذلك لن يستطيعوا الاندماج في الحياة العملية وستكون نتيجة ذلك ضرائب أخرى على الطبقة الوسطى12.

لهذا فان خيار نتنياهو الحقيقي هو حكومة مع الحريديين وشيلي يحيموفيتش، أو مع لبيد وبينيت. والذي يتذكر الى الآن ان سبب تقديم موعد الانتخابات قد كان الحاجة إلى اقتطاعات حادة من الميزانية، والى إصلاحات وتغييرات تُخرج اقتصاد إسرائيل من الركود، يجب عليه أن يحسم الأمر مؤيدا حكومة لبيد – بينيت. يمكن معهما فقط تنفيذ الاقتطاعات الضرورية، والدفع بالتنافس إلى الأمام، وخفض الضريبة الجمركية، وفتح الاقتصاد للمنافسة، وخفض غلاء المعيشة والقضاء على الفقر. والقيام بالإصلاحات المطلوبة في مجال السكن وخفض أسعار الشقق.

  وحينما يأتي اليوم الذي سيجري فيه إلى التصويت على اتفاق سياسي سيترك بينيت الحكومة وسيتم إحراز الأكثرية في الكنيست بالاستعانة بحزب العمل وميرتس والاحزاب العربية. وقد كانت في الماضي أمور تشبه هذه.

  أثبتت الانتخابات الاخيرة ان الجمهور يريد تغييرا، ويريد وجها جديدا ويريد حكومة مع قوى جديدة، ولا يريد الحكومة التي كانت ذات مرة، مع روائح النفتالين التي تنبعث من العناق الطويل بين الليكود والحريديين.

  ولما كانت جبهة لبيد – بينيت تبدو صلبة، ويحيموفيتش غير مستعدة لدخول الحكومة، فسيكون نتنياهو هو الذي يُبدي علامات الضعف أولا ويحرف المقود في مواجهة سيارة لبيد – بينيت وينشئ حكومة معهما13.

وعليه، لم يكتف لبيد وبينيت بابعاد الحريديين عن الحكومة، بل بدءا يتقاسما الغنيمة بينهما، فلبيد يطلب الخارجية وبينيت يطلب المالية وهما الحقيبتان الأقوى بعد رئاسة الحكومة، لذلك أصبحت حقيبة المالية في الأيام الأخيرة التي سبقت تشكيل الحكومة نقطة الخلاف المركزية بين الليكود بيتنا ويوجد مستقبل أيضا.

وقال مسؤول كبير في الليكود انه لم يحصل أبدا ان عُرض على لبيد حقيبة الخارجية التي يرغب فيها. وقد قام المستشار القانوني للحكومة بفحص الاتفاق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان والذي بموجبه ستُحفظ حقيبة الخارجية له حتى نهاية محاكمته. وقال المسؤول ان "لبيد لم يحصل على أي عرض بالنسبة لحقيبة الخارجية، ولكنا عرضنا عليه ان يُعين في منصب وزير المالية. في المداولات بين فريق البيت اليهودي وفريق الليكود بيتنا، طلب البيت اليهودي بالذات تعيين بينيت وزيرا للمالية. أما نحن فلا نزال بانتظار رد لبيد. اذا رفض، فنحن لا نستبعد امكانية نقل الحقيبة الى بينيت".

  التنسيق بين بينيت ولبيد في المفاوضات الائتلافية يبقى وثيقا. فالرجلان يخصصان للبيد حقيبة الخارجية ولبينيت حقيبة المالية. كل الأطراف ذات الصلة بالمفاوضات الائتلافية على وعي بهذه المطالب من جانب الحزبين14.

خامساً: الحكومة ترى النور:

بعد ستة أسابيع مرهقة ومعذبة من الجدل والتلون والمساومة، استطاع نتنياهو تشكيل حكومته الثالثة، وفي الطريق إلى هذه الحكومة اسقطت كل الخيارات وظل الخيار الوحيد الذي يتوفر لنتنياهو حكومة قوية (الليكود بيتنا، يوجد مستقبل، البيت اليهودي، وتسيفي ليفني). وبحساب مبدأ الربح والخسارة في الطريق لتشكيل الحكومة فإن الرابحين الرئيسيين بدون شك رجالات يوجد مستقبل والبيت اليهودي الذين عقدوا حلفاً قوياً ونجحوا في احباط جهود نتنياهو لضرب بعضهم البعض واجبروه في نهاية الأمر على التسليم بكل مطالبهم الأساسية. والخاسران البارزان هم الأحزاب الحريدية التي أبعدت عن الحكومة برغم جهود نتنياهو غير العادية لضمهما وقد استُقبل عدم دخولها الحكومة بارتياح من قطاع واسع من الشعب الإسرائيلي.

سيرأس الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو لكنه سيكون متعلقاً بشركائه في الائتلاف تعلقا اكبر مما كان في الماضي. لكنه إذا استغل الوضع كما ينبغي فقد يبدو أن ذلك نعمة خفية. فستكون عنده فرصة مميزة لاقرار وضع إسرائيل في العالم وتنفيذ اصلاحات في المجال الاجتماعي والاقتصادي وهي اصلاحات لقيت في الماضي معارضة الجماعات الحريدية مرة بعد أخرى.

وان دخول يوجد مستقبل (وتسيبي ليفني وهي أكثر هامشية) إلى الحكومة قد يُخفف شيئاً ما من العداوة الدولية لإسرائيل وذلك باظهار حقيقة أن الحكومة قطاع عرضي يمثل الشعب بقدر اكبر. إن لبيد رجل مركز حقيقي يلتزم بتصور "الدولتين"، لكنه يؤيد الحفاظ على الكتل الاستيطانية وعلى اريئيل والقدس الموحدة. ومن المؤكد أن آراءه لا تُعرفه بأنه يساري ويتوقع أن يجد فيه نتنياهو توأمة في أكثر الموضوعات.

يجب أن يكون التحدي الداخلي الاشد الحاحاً على الحكومة هو عرض خطوات اصلاحية مؤلمة لضمان منع انهيار الاقتصاد. وعليها أن تعالج موضوعات لا حل لها في مجالات الدين والدولة.

عند نتنياهو أربع سنوات حاسمة بتوقع أن تتخد فيها قرارات أساسية ستؤثر في مستقبل إسرائيل، فإذا نجح في إقناع الائتلاف في حصر اهتمامه للأمد البعيد على مسيرة السلام وتحقيق الإصلاحات في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وتغيير نظام الحكم ستصنف فترته الثانية بأنها الأنجح وسيضيف نتنياهو من ضمن رؤساء الحكومات الذين قادوا دولة إسرائيل. أما إذا كان في داخل نتنياهو تخطيط آخر باعتبار أن هذه الحكومة مرحلية يمكن إعادة تركيبها لاحقاً بعد أن تتحسن الظروف، فالأمر يبدو انه سيكون رئيساً لحكومة قلاقل. فبالرغم من أن هذه الحكومة هي فرصة نادرة لتحقيق شيئاً من التقدم على المستويين السياسي والاقتصادي الاجتماعي فإنها أيضا تحمل في واقعها بؤراً للقلاقل وعدم الاستقرار. والخلافات التي ظهرت في المفاوضات الائتلافية هي بالتأكيد مؤشرات لما سيأتي مستقبلاً، فمحاور الاختلافات كثيرة لكن ابرزها الميزانية وتجنيد الحريديين والمفاوضات مع الجانب الفلسطيني وقانون الدولة القومية لليهود، وان هذا التماسك الذي تبديه الكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة قد لا يتم طويلاً، فليبرمان ينتظر انتهاء المحاكمة كي يعود من جديد لسابق عهده ونتنياهو أيضا يدرك التناقضات العميقة داخل حكومته، وقد يعود لاحقاً لتغيير تركيبتها والاستعانة بالمتدينين.

سادساً: توزيع الحقائب:

ضمت الحكومة 23 وزيرا فضلا عن رئيس الحكومة نفسه، يحتفظ نتنياهو بحقيبة الخارجية لحين انتهاء محكمة ليبرمان.

وزراء الليكود 7 حقائب وزارية بالإضافة لرئيس الوزراء :

 

الاسم

الوزارة

  1.  

بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء ووزير الخارجية

  1.  

موشيه يعلون

وزير الدفاع

  1.  

جدعون سعر

وزير الداخلية

  1.  

غلعاد اردان

وزير الاتصالات وشؤون الجبهة الداخلية

  1.  

سلفان شالوم

وزير الطاقة والمياه والتعاون الإقليمي وتطوير الجليل والنقب

  1.  

يفال شتاينتس

وزير العلاقات الدولية وشؤون الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية

  1.  

إسرائيل كاتس

وزير المواصلات

  1.  

ليمور ليفنات

وزيرة الثقافة والرياضة

وزراء إسرائيل بيتنا 4 حقائب باستثناء حقيبة الخارجية

 

الاسم

الوزارة

  1.  

اسحاق اهرونوفيتش

وزير الأمن الداخلي

  1.  

عوزي لانداو

وزير السياحة

  1.  

يائير شمير

وزير الزراعة

  1.  

سفوا لاندفر

وزيرة الاستيعاب

وزراء حزب يوجد مستقبل 5 حقائب وزارية:
  1.  

الاسم

الوزارة

  1.  

يائير لبيد

وزير المالية

  1.  

شاي بيرون

وزير التربية والتعليم

  1.  

ياعيل غيرمان

وزيرة الصحة

  1.  

يعقوب بيري

وزير العلوم

  1.  

مئير كوهين

وزير الرفاه الاجتماعي

وزراء حزب البيت اليهودي 3 حقائب وزارية

 

الاسم

الوزارة

  1.  

نفتالي بينيت

وزير الاقتصاد والتجارة

  1.  

اوري آريئيل

وزير الإسكان

  1.  

اوري اورياح

وزير شؤون المواطنين القدامى

وزراء حزب الحركة حقيبتان:

 

الاسم

الوزارة

  1.  

تسيفي ليفني

وزيرة العدل

  1.  

عمير بيريتس

وزير الحفاظ على البيئة

وقد عرض نتنياهو حكومته على الكنيست في الثامن عشر من مارس الماضي في جلسة خاصة للمصادقة عليها، وقد تمت المصادقة على حكومة نتنياهو الجديدة ومنحتها الثقة بأغلبية 68 صوتا ومعارضة 48 صوتا، وامتناع 4 أصوات.

وجرى التصويت بمناداة كل عضو كنيست باسمه وليس عبر التصويت الالكتروني المتبع في الحالات العادية. وذلك لضمان عدم وقوع أي خلل في التصويت أو تصويت عضو كنيست مرتين كما حدث أكثر من مرة خلال التصويت على مشاريع قوانين مختلفة.

الحكومة 33: خطوط صورتها
·         نسوية أكثر بقليل

أربع نساء يشكلن 18.1 في المائة من وزراء الحكومة: وزيرة العدل تسيبي لفني، وزيرة الصحة ياعيل جيرمان، وزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات ووزيرة الاستيعاب صوفا لاندبر.

في الحكومة السابقة كانت وزيرتان فقط، أو 6.4 في المائة من الوزراء.

·         شرقية أقل

3 وزراء فقط، اي 13.6 في المائة من أعضاء الحكومة، هم من أصل شرقي – الوزير سلفان شالوم، وزير الرفاه مئير كوهين ووزير شؤون جودة البيئة عمير بيرتس.

8 من وزراء الحكومة المنصرفة كانوا من أصل شرقي، أي 25.8 في المائة.

*الحكم المدني

2 وزيرا في الحكومة، اي 9 في المائة، هما أمنيان: وزير الدفاع ورئيس الاركان الاسبق موشيه بوغي يعلون ووزير العلوم والتكنولوجيا ورئيس الشاباك سابقا يعقوب بيري.

6 أمنيين كانوا في الحكومة السابقة، 19.3 في المائة من الوزراء.

* حركة التعليم

86.3 في المائة من الوزراء هم من حملة شهادة البكالوريوس فما فوق، و 3 وزراء فقط ليسوا اكاديميين: وزير المالية يئير لبيد، وزير الاسكان اوري ارئيل ووزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات.

24 اكاديميا كانوا في الحكومة السابقة، بمعدل 77.4 في المائة.

 

الهوامش:


1 هآرتس / الوف بن ، 23/1/2013.

2 ناحوم بارناع يديعوت احرنوت، 23/1/2013.

3 افتتاحية هآرتس 24/1/2013.

4 ناحوم بارناع يديعوت احرنوت 24/1/2013.

5 هآرتس 25/1/2013.

6 هآرتس، 25/1/2013.

7  المشهد السياسي الإسرائيلي 5/2/2013

8 المرجع السابق.

9 يديعوت احرونوت 24/1/2013.

10 هآرتس 5/2/2013.

11  صحيفة إسرائيل اليوم، 12/2/2013.

12 هآرتس 26/2/2013.

13  المرجع السابق

14 هآرتس 6/3/2013.

ملفات مرفقة :

 للتواصل والاستفسار :

 مسؤول الموقع : أحمد الطيبي   -بريد الكتروني : ahmed@ppc-plo.ps   - جوال :0597666543  

  

مواضيع مميزة

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

قراءة سياسية لنتائج الانتخابات الإسرائيلية

ورشة عمل - الأحد 29/9/2019..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

محاضرة بعنوان : أسس وأساليب ومناهج البحث العلمي

رام الله: نظمت يوم أمس الثلاثاء الموافق 17/9/2019 دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في مقر منظمة التحري..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

محاضرة بعنوان : الأبحاث الاعلامية

نظمت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية يوم الثلاثاء 10-9-2019، في قاعة مبنى..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

منتدى غزة الحادي عشر للدراسات السياسية والإستراتيجية

عقدت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني – المحافظات الجنوبية ، المنتدى السنوي الحادي عشر للدراسات الاستر..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

منظمة التحرير الفلسطينية

الفكرة - المسيرة - المستقبل..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

الوزير أبو النجا في زيارة تفقدية الى مقر دائرة العمل والتخطيط الفلسطينى

قام الوزير ابراهيم أبو النجا "ابووائل" بزيارة تفقدية الى مقر مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطينى بغز..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

وفد من النضال الشعبى يتفقد مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

قام وفد من جبهة النضال الشعبى الفلسطينى بقطاع غزة بزيارة تفقدية الى مقر مبنى دائرة العمل والتخطيط ال..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

د. احمد مجدلاني يدين القصف الذي طال مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

د. احمد مجدلاني يدين القصف الذي طال هذا الصباح مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني احد دوائر منظمة ..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

دائرة العمل والتخطيط بمنظمة التحرير تناقش خطتها للمرحلة القادمة

ناقشت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماع ترأسه رئيس الدائرة د. أحمد ..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

كتاب منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والاستراتيجية

كتاب منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والاستراتيجية المتغيرات المستقبلية في النهج السياسي الفلسطي..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والإستراتيجية

منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والإستراتيجية تحت عنوان المتغيرات المستقبلية في النهج السياسي ال..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

قانون الجنسية الإسرائيلي ويهودية الدولة

ورشة عمل الثلاثاء 18/7/2017..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

تضامنا مع الأسرى

الحرية لأسرى الحرية..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

كتاب منتدى غزة التاسع للدراسات السياسية والاستراتيجية

كتاب منتدى غزة التاسع للدراسات السياسية والاستراتيجية القضية الفلسطينية في بيئة اقليمية متغيرة الت..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

منتدى غزة التاسع للدراسات السياسية والاستراتيجية

القضية الفلسطينية في بيئة اقليمية متغيرة التطورات والتداعيات..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

مركز التخطيط الفلسطيني و مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية يبحثان التعاون وتعزيز العلاقات

التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني مدير مركز التخطيط الفلسطيني ، مع م..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

مجلة المركز عدد 45

مجلة دراسيـة فصليـة متخصصــة بالشؤون الفلسطينية وكل ما يتعلق بها،تصدر عن مركـز التخطيط الفلسطيني. ت..

الباحث : د. خالد شعبان

الدكتور خالد شعبان مشرفا لرسالة ماجستير في جامعة الازهر

مناقشة رسالة الباحث اكرم قشطة والتي عنوانها "سياسة دول مجلس التعاون الخليجي تجاه البرنامج النووي الا..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

منتدى غزة الثامن للدراسات السياسية والاستراتيجية - القسم الثاني

نحو كسب التأييد الدولي من اجل القضية الفلسطينية..

الباحث : دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

مشاركة مركز التخطيط الفسطيني في مؤتمر قطاع غزة الواقع وافاق المستقبل

مشاركة مركز التخطيط الفسطيني في مؤتمر قطاع غزة الواقع وافاق المستقبل الذي نظمته كلية الاداب - جامعة..

الأكثر إطلاعاً