مقدمة:
* يمثل الفكر في حياة الإنسان الثقافية والحضارية والتاريخية العامل المحرك الذي يشكل الإنسانية بكل أبعادها في الفرد ويبني المجتمع والدولة والأمة ويحرك التاريخ ويصنع الحضارة، من دون الفكر يبقى الإنسان رهينة لبهيميته لا تشغله إلاّ شهوته وحبيس حاضره في مستوى الحيوانية لا تهمه إلاّ لحظته الراهنة، لكنّه مخلوق مُكرّم بالعقل وقوى أخرى لا تحصى، بها صار على ما هو عليه الآن من رفعة وسؤدد وسيطرة وتحكّم.
تعيش الأمة العربية والإسلامية اليوم حالة من الضعف والذلة والهوان، وغياب نعمة الأمن عنهم، وبرزت ثقافة غريبة وجماعات تكفيرية مُشوشة الفكر، متشددة في الدين متأثرة بفكر دخيل غريب على مجتمعنا المسلم الوسطي، وذلك بسبب انعدام التربية السليمة عمومًا، والتربية الأمنية والفكرية الإيمانية عامةً؛ وعلى ضوء ذلك يجب ايضاح الأمنالفكريفي مجتمعاتنا العربية عمومًا وفي فلسطين خصوصًا، والتعرف على مفهوم الأمن الفكري .
1- المدلول العام للفكر.
أ- المعنى اللغوي: فَكَّرَ (بالتشديد) يُفَكِّرُ تفكيرًا، ويقال: فَكَرَ (بالتخفيف) يَفكُرُ فِكرًا أو فَكرًا على وزن: ضَرَبَ, يَضرِبُ, ضربًا. ويقال: أفكَرُ في الأمر: فَكَرَ فيه فهو مُفْكِر. ويقال: فَكَّرَ في الأمر مبالغة في فَكَرَ, وهو أشيع في الاستعمال منه (من فَكَرَ). ويقال: لي في الأمر فِكرٌ: أي نظر ورويّة.
ويقال: ليس لي في هذا الأمر فَكرٌ: أي لا أحتاج إليه ولا أبالي به. والفِكرَة: من الفِكر وهي الصورة الذهنية لأمر ما, وجمعها فِكَرٌ. وقيل: الفِكرُ مقلوبٌ عن الفرك, لكن يستعمل الفِكرُ في الأمور المعنوية وهو فركُ الأمور وبحثها للوصول إلى حقيقتها. وجاء عند ابن فارس:"فكََرَ: الفاء والكاف والراء: تردد القلب في الشيء, يقال: تفكَّر: إذا رَدَّدَ قلبه معتبرًا, ورجل فِكِّيرٌ: كثير الفكر".
وقد وردت مادة (فَكَرَ) في القرآن الكريم في نحو عشرين موضعًا, ولكنها بصيغة الفعل ولم ترد بصيغة الاسم أو المصدر. قال تعالى: (إنَّه فَكَّرَ وَقَدَّرَ)، وقال تعالى: (أفلا تتفكرون)، وقال تعالى: (لعلهم يتفكرون). ففي الآية الأولى وردت بصيغة الماضي(فَكَّر), وفي الثانية وردت بصيغة المضارع المخاطب (تتفكرون), وفي الثالثة بصيغة المضارع الغائب (يتفكرون).
وعلى الرغم من كونها وردت في القرآن الكريم بصيغة الفعل ولم ترد بصيغة الاسم أو المصدر (فِكر) إلا أن الفعل في اللغة العربية يدل على الحدث ذاته وعلى من قام به وهو هنا المفكر، وقد انتزع بعض الباحثين من ذلك أن الله جل وعلا أبان ولفت أنظار عباده إلى أن هذا العمل الذهني مرتبط بذات، وأنه لا يكون فيما لا طائل تحته.
ب- المفهوم الاصطلاحي للفكر: عُرِّفَ الفكر بتعريفات كثيرة منها: إعمال الخاطر في الشيء، وإعمال العقل في الشيء وترتيب ما يعلم ليصل به إلى مجهول، وإعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول، وقوة مطرقة للعلم إلى معلوم وجولان تلك القوة بحسب نظر العقل وذلك للإنسان دون الحيوان ولا يمكن أن يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب، وجملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفة شاملًا ما يتم به التفكير من أفعال ذهنية تبلغ أسمى صورها في التحليل والتركيب والتنسيق وهو بهذا خاصية إنسانية، واسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان سواء أكان قلبًا أو روحًا أو ذهنًا بالنظر والتدبر لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء.وقد ورد في بعض المعاجم تعريف مادي إلحادي للفكر تحت مسمى (الفكر الحر) جاء فيه " الفكر الحر هو النزعة في التفكير التي تبتعد عن المفهوم الديني لتفسير العالم ووضع قواعد الأخلاق في الحياة, مع الالتزام أصلًا برد القواعد الأخلاقية إلى ما يمليه العقل والتجارب".
فلقد اتسع مفهوم الأمن الإنساني وتشعبت أنواعه في زماننا الذي نعيشهُ اليوم؛وسنتطرق لبعضٍ من أنواع الأمن، لأن تلك الأنواعتُعتبر من متطلبات التربية الأمنية والوطنية الوسطية الفكرية السليمة،وسنتطرق بدايةً لمفهوم الأمن الشامل بإيجاز: ويتضمن الأمن الاجتماعي، لأن أمن المجتمع من متطلبات التربية الأمنيةوالفكرية السليمة، ويندرج من منظور إسلاميتحت باب حفظ الدين، وحفظ النفس، والعقل، والنسل والمال، لأن مقاصد الشريعة الخمس جاءت لحفظ الدين والنفس،" وحفظ الأمن العقلي والفكري المنشود.
تعريف الأمن الفكري: أن يعيش الناس في بلادهم مطمئنين آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهُ الفكرية المنبثقة من وسطية الإسلام،متي اطمأن العرب والمسلمون على خصائص ثقافتهم ومميزات مناهجهم الإسلامية، وأمِنوا على ذلك من ملوثات الفكر الدخيل وغوائل الثقافة المستوردة، فقد تحقق لهم الأمن الفكري.
ونحن نعيش اليوم في عصرٍ شوشت كثير من أفكار الناس وأصبحوا خطرا يُتقي شرهم، وهذا مصداق قول النبي الأمين محمد صلي الله عليه واله وصحابته وسلم" إن شر الناس منزلةً يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره".
خلق الله سبحانه الانسان في أحسن تقويم ،فمنحه اللسان الناطق ،والعقل الراجح ،وجعله خليفة في الارض ،وأنعم عليه بنعمة العقل دون سائر المخلوقات فجعله مناط التكليف ،وبه يتفكر للوصول الى حقيقة الايمان، ومايتبع ذلك من السلوك القويم واقتضاء الصراط المستقيم؛فالفكر السوي ركيزة أسياسية في ارتقاء حياة الامم والشعوب،وهو أساس السعادة البشرية أو الشقاء .فاذا كان الانسان يستقي أفكاره من منبع سليم، وعقل قويم، كان ذلك تحصينا له من كل المؤثرات والتيارات المنحرفة والمضللة ،ولذلك تكمن أهمية الفكر في وجود الانسان نفسه وحضارته ،فليست الحضارة الانتاج الفكر فهي تستمد من الفكر وتقوم عليه- لذلك فانه ماضلت أمة وانتكست الا عندما اخذ مفكروها وقادة الرأي فيها في ترويج الافكار الهابطة والآراء الساقطة التي وفدت عليها، واستقوها من مصادر تكيد لهم وتدلس عليهم .
فالأمن الفكري الإسلامي الوسطي هو السبيل لتحصين الانسان من الانحرافات الفكرية وغيرها ،وذلك لأنها تؤثر بشكل فعال على النفس البشرية ،كما يقول ابن القيم :"وجعل له مقابل نفسه الامارة نفسا مطمئنة ،اذا امرته النفس الامارة بالسوء نهته النفس المطمئنة ،واذا نهته الامارة عن الخير أمرته به النفس المطمئنة ،فهو يطيع هذه مره وهذه مره وهو الغالب منها ،وربما انقهرت احداهما بالكلية قهرا لا تقوم معه ابدًا ،وجعل له مقابل الهوى الحامل له على طاعة الشيطان والنفس الامارة نورا وبصيرة وعقلا يرده عن الذهاب مع الهوى ؛فكلما اراد ان يذهب مع الهوى ناداه العقل والبصيرة والنور : الحذر الحذر فإن المهالك والمتالف بين يديك أنت صيد الحرامية وقطاع الطرق ان سرت خلف هذا الدليل"
وتبرز المدرسة كمؤسسة تربوية لها دور بارز واثر قوي في بناء أمن وفكر وشخصية الناشئة وأنفسهم عبر المراحل العمرية المختلفة ، فهي تتيح للطفل الفرصة لتنمية مداركة واثراء تفاعله الاجتماعي من خلال سلوكه مع اقرانه ومعلميه ،ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الانسان حيث تتشكل من خلالها شخصيته بأبعادها المختلفة ،المعرفية والانفعالية والسلوكية ،ويولد الاطفال كما يقول احد المختصين :وهم لايملكون أي عنصر ثقافي،وليس لديهم أي مفهوم عن العالم،فلا يعرفون لغة ولا اخلاقًا، وأنه من الواجب ان يتعلموا كل ذلك،وأن هذا السياق للاكتساب هو ماتدعوه التنشئة الاجتماعية -وقد سبق الى ذلك التوجيه التربوي ،والتأصيل العلمي في تأثير تربية الذي لاينطق عن الهوى،الصادق المصدوق علية الصلاة والسلام حين قال :"كل مولود يولد على الفطرة،حتى يعرب عنه لسانه،فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه "(حديث صحيح)(أنظر حديث رقم :4559 في صحيح الجامع الصغير تحقيق الألباني، وهذا يظهر جليًا التأثير البالغ للتنشئة الاجتماعية والتربية التي يربى عليها الطفل،والتي قد تصل الى تغيير الفطرة الاولى للإنسان `-لذلك فإن التربية الصحيحة تهدف الى بناء مجتمع أمن،وهي الحصن المنيع الذي يوفر الأمن النفسي والفكري.
إنالأمن الفكري يقابلهُ الانحراف الفكري، وهو الخروج عن الحد الشرعي، مثل الإلحاد والتكفير بغير علم، والبغي والمحرمات والابتداع والتعصب، وغير ذلك من الشبهات والشهوات التي تثار بين الحين والآخر.
إنللأمن الشامل، والأمن الفكري مظاهر، ومتطلبات تتمثل في "سلامة المنهج، والالتزام في الوسطية، والاستقرار النفسي والأُسري وكمال الشخصية، وسلامة العقل، وعمل الخيرات والصالحات وحسن التعامل مع الآخرين، والقدرة على التمييز بين الخير والشر، لأن العلاقة بين الأمن الفكري والأمن الثقافيعلاقة توصف بالوثيقة؛ لأنالأمن الفكري والثقافي يشكل عمقاً استراتيجياً للأمن الوطني، فهو مرتبط في هوية الأمة وعقيدتها، واستقرار قيمها، ، ومناهجها التربوية في ضوء وسطية الفكر الإسلامي الشامل؛ لأن الأمن الفكري محور الارتكاز لأمن الوطن والمواطن العربي.
إن تعريف"الأمن الفكري" مكون من مجموع كلمتي "الأمن" و" الفكر", وهذا المصطلح المركب، هو: "إحساس المجتمع أن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي، الذي يرتب العلاقات بين أفراده داخل المجتمع، ليس في موضع تهديد من فكر وافد، بإحلال لا قبل له برده، سواء من خلال غزو فكري منظم، أو سياسات مفروضة".
الأمن والخوف نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، بمعنى أن الإنسان لا تخلو حياته منهما فهو إما في أمن أو خوف , وليس الأمنُ متمثلاً في اطمئنان الإنسان على نفسه وماله فقط , بل يتعدى الأمن بمفهومه الشامل هذا الجانب إلى جوانب أخرى مهمة، في بلادنا العربية، لتحصين الشبابمن بعض الأفكار الغربية الهدامة ووسائل الإعلام العديدة المفتوحة ليل نهار أمام أفراد المجتمع، من الفضائيات المرئية، والشبكة العنكبوتية(الإنترنت) وغير ذلك الخ...
والأمن الفكري ينبغي أن يتوج بحفظ عنصرين ومتطلبين عظيمين، ألا وهما: عنصر الفكر التعليمي، وعنصر الأمن الإعلامي، إذ يجب على الأمة من خلال هذين العنصرين ألا تقع في مزالق الانحدار والتغريب، والتي هي بدورها تطمس الهوية العربية الاسلامية، وتفقده توازنه الأمني والوطني.
إن الأمن على العقول والأوطان، لا يقل أهميته عن أمن الأرواح والأموال، فكما أن للبيوت لصوصاً ومختلسين، وللأموال كذلك؛ فإن للعقول لصوصاً ومختلسين. بل إن لصوص العقول أشد خطراً، وأنكي جُرحاً من سائر اللصوص....
إن الأمن الفكري الحقيقي هو النابع من الإيمان، فمن آمن فقد أّمِن، وأنت حر ما لم تضُر؛ وإن لم تؤمنوا فلن تأمنوا؛ وهذا كلهُ يدعوننا لنسلط الضوء على الأمن الثقافي بجانب الأمن الفكري لأنه لا يستغني أحدهما عن الآخر،وكلاهما يكمل الأخر؛ ويقصد بالأمن الثقافي هو: "الإجراءات اللازمة للمحافظة على الهوية الوطنية الإسلامية والثقافية العربية من الغزو الفكري والتغريب، وحفظ البيانات والمعلومات والدراسات والأبحاث الهامة التي يمكن تداولها عبر تقنيات الحاسب الألى وشبكات المعلومات ووسائل الاتصالات المختلفة، من أخطار السرقة والقرصنة، والتزوير والتخريب أو الإتلاف خصوصاً تلك المعلومات الهامة، والتي لها علاقة بالجوانب المقدسة عند الأمة مثل "تحريف القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة" ومسح بعض الآثار الإسلامية، والتراث الإسلامي، وكذلك المعلومات السرية التي تخص الأفراد أو الدول. ونحن في فلسطين لنا أكبر برهان واضح وملموس على أهمية الأمن الفكري والثقافي لأبناء شعبنا الفلسطيني؛ حيث حاول المحتل الصهيوني على مدار سنوات الاحتلال البغيض التي تجاوزت نصف قرن من طمس الهوية الوطنية والإسلامية الفلسطينية؛ وخصوصاً عبر تهويد القدس الشريف، أولي القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي صل الله عليه وسلم، وذلك عبر حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى وبناء الهيكل وتغير الواقع الثقافي والديمغرافي على الأرض، ومحاولة هدمه المتكررة من قطعان اليهود المستوطنين الصهاينة، ليقيموا الهيكل المزعوم مكانهُ، وعبر تهويد المناهج التعليمية؛ فكل يوم يمضي تُطمس معالم كثيرة من المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف؛ من قبل هذا المحتل البغيض الحاقد، ويحاول كذلك طمس الهوية الثقافية الإسلامية والمسيحية، من خلال تهويد كل شيء وتغير اسماء الشوارع لأسماء عبرية وسرقة الميراث العربي الاسلامي والمسيحي للمدينة المقدسة.
فنحن اليوم في أمس الحاجة للأمن الفكري الثقافي الصحيح لأبنائنا ولتوضيح أنواع الأمن في مناهجنا التعليمية، في وقت ظهرت فيه الكثير من غوائل الفكر الدخيل والثقافات المستوردة والدخيلة على ثقافة وحضارة شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية؛ مما يدعونا للوقوف جميعًا أمام تلك التحديات الكثيرة التي تعترض طريقنا في هذا العالم الذى أصبح مثل الكتاب المفتوح أمام الجميع، والكل يحاول أن يسوق لبضاعته وفكره وتفافته ليسيطر بها على عقول وأذهان شبابنا التائه اليوم، في خِضم بحرٍ متلاطم الأمواج من الأعداء يضربهم بلا رحمة، فيضرب عقولهم بسبب مشاكل كثيرة وهموم كبيرة، وفقر مدُقع، وواقع عربي مرير؛ مما دفع الكثير منهم للهجرة، والبعض الأخر للدخول في تنظيمات متطرفة ومنحرفة فكريًا ضالة مُضللة، تفسر الأمور حسب الأهواء والمصالح الخاصة لتلك الجماعات التي تاهت فكرياً وانجرفت في مستنقع القتل والتخريب والغلو، وسلبت عقول بعضهم، وخدموا المحتل من حيث لا يعلمون؛ ولم يصبحوا من أولي الألباب، مما يتوجب علينا أن نقف وقفة تأمل وتدبر، وتفكر، ونظر ورؤية معمقة في واقعنا العربي والفلسطيني المرير، لنعزز ثقافة الحوار والأمن الفكري الوطني الإسلامي المبني على العدل والرحمة والوسطية والفضيلة، وكما قال النبي: "إنما بعت لأتمم مكارم الأخلاق" أي أحاسنها؛ وعلينا أن نفضح الفكر التكفيري التدميري الاجرامي، وكذلك الفكر الوحشي الدخيل على الدين ويدعي الدين والإسلام كذبًا وزورًا لتشويه الإسلام.
والمدرسة والجامعة يقع عليهم مسؤولية كبرى في حماية التلاميذ من تأثيرات الغزو الفكري ،والتأثير الثقافي ،وذلك من خلال اكسابهم المعايير والقيم والمثل الخلقية ،والقدوة الحسنة ،وكما ينادي احد الكتاب فيقول : (من أهم مهام المدرسة والجامعة هو كل ما تُعطيه للطلاب من خلال ارشادات المعلمين ،ومراقبة سلوك التلاميذ وتصرفاتهم ،وملاحظة مايطرأ عليهم من تغيرات جسمية أو عقلية أو نفسية ،وإيجاد العلاج المناسب لكل حالة ،يمكن ان يعدل في أي خلل في السلوك مما يؤمن مجتمعا آمن فكريًا ومتماسك اجتماعيًا.
في نهاية المحاضرة نؤكد على أهم ما جاء فيها وهو أن الفكر أو التفكير يعني:
نظرا لاختلاف الأفراد والجماعات والأزمنة في التفكير ونظرا لتعدد موضوعات ومجالات التفكير ونظرا لاتساع المجال الواحد بحيث لا يمكن للتفكير أن يتصدّى له كاملا دراسة وبحثا، وكلما ازداد التفكير تعمقا في تفاصيل وجزئيات مجال ما كلما ازداد المجال المدروس في آفاقه توسعا وتبحرا، الأمر الذي جعل الفكر الإنساني في تطوّره ينتقل من العصور القديمة إلى العصر الحديث والعصر الحاضر من التوجّه الفكري النمطي الموسوعي إلى التوجّه الفكري التخصصي الغير نمطي، ويعرف كل تخصص من التخصصات اتساعا وعمقا كلما ازداد تقدما في البحث والدراسة، لهذا عرف الإنسان أنواعا شتى من التفكير تتعدد وتختلف باختلاف مصادرها ومحدداتها وموجهاتها، ومن هذه المصادر والمحددات والموجهات تكون جغرافية ولغوية وبيئية ودينية، وهي مصادر ومحددات وموجهات الفكر الذي ارتبط بالجغرافيا العربية وباللغة العربية وبالثقافة العربية وبالسلوكيات والممارسات العربية المختلفة وبديوان العرب وبالديانة الإسلامية والبيئة العربية الإسلامية عامة وتطوّر بالاحتكاك والتواصل والانفعال والتفاعل مع أنماط التفكير الأخرى، ومرّ بظروف ومراحل تاريخية أسهم فيها وأسهمت فيه، حتى وصل إلى العصر الحديث والمعاصر بالصورة التي هو عليها، وفيه التقت عدة أفكار وعدة ثقافات وعدة ديانات وعدة فلسفات، خاصة بالنسبة للجانب الإنساني العالمي فيه، وله من العناصر الذاتية والمحلية ما يتميز به عن غيره، هذه المكونات بقسميها الخاصة والعامة تدل بجلاء على وجود نوع من الفكر هو جزء من رصيد الفكر العالمي الإنساني العام هو الفكر العربي الإسلامي له كيانه وخصوصياته.
* أما الفكر العربي وكونه عربيا فالفكر هنا مرتبط في أساسه باللّغة العربية وبالثقافة العربية وبالعنصر العربي بالدرجة الأولى أي بالعروبة عنصرا ولغة وثقافة وجغرافيا وبكل ما يخص العرب وحياتهم في العصور القديمة وفي العصر الحديث وعصرنا الحاضر.
للتواصل والاستفسار :
مسؤول الموقع : أحمد الطيبي -بريد الكتروني : ahmed@ppc-plo.ps - جوال :0597666543
ورشة عمل - الأحد 29/9/2019..
رام الله: نظمت يوم أمس الثلاثاء الموافق 17/9/2019 دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في مقر منظمة التحري..
نظمت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية يوم الثلاثاء 10-9-2019، في قاعة مبنى..
عقدت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني – المحافظات الجنوبية ، المنتدى السنوي الحادي عشر للدراسات الاستر..
الفكرة - المسيرة - المستقبل..
قام الوزير ابراهيم أبو النجا "ابووائل" بزيارة تفقدية الى مقر مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطينى بغز..
قام وفد من جبهة النضال الشعبى الفلسطينى بقطاع غزة بزيارة تفقدية الى مقر مبنى دائرة العمل والتخطيط ال..
د. احمد مجدلاني يدين القصف الذي طال هذا الصباح مبنى دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني احد دوائر منظمة ..
ناقشت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماع ترأسه رئيس الدائرة د. أحمد ..
كتاب منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والاستراتيجية المتغيرات المستقبلية في النهج السياسي الفلسطي..
منتدى غزة العاشر للدراسات السياسية والإستراتيجية تحت عنوان المتغيرات المستقبلية في النهج السياسي ال..
ورشة عمل الثلاثاء 18/7/2017..
الحرية لأسرى الحرية..
كتاب منتدى غزة التاسع للدراسات السياسية والاستراتيجية القضية الفلسطينية في بيئة اقليمية متغيرة الت..
القضية الفلسطينية في بيئة اقليمية متغيرة التطورات والتداعيات..
التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني مدير مركز التخطيط الفلسطيني ، مع م..
مجلة دراسيـة فصليـة متخصصــة بالشؤون الفلسطينية وكل ما يتعلق بها،تصدر عن مركـز التخطيط الفلسطيني. ت..
مناقشة رسالة الباحث اكرم قشطة والتي عنوانها "سياسة دول مجلس التعاون الخليجي تجاه البرنامج النووي الا..
نحو كسب التأييد الدولي من اجل القضية الفلسطينية..
مشاركة مركز التخطيط الفسطيني في مؤتمر قطاع غزة الواقع وافاق المستقبل الذي نظمته كلية الاداب - جامعة..
نحو استراتيجية فلسطينية لإدارة الصراع..
تحديات حل الدولتين..
مستقبل قطاع غزة في إطار المشروع الوطني " الأدوار الاقليمية والدولية ..