المحاضرة الحادية عشر 12/3/2017

المساعدات الخارجية الدولية وانعكاسها علي الأمن القومي الفلسطيني

د. رائد حلس          

باحث بمركز التخطيط الفلسطيني

تطرق الدكتور رائد حلس الباحث في دائرة الأمن القومي في مركز التخطيط الفلسطيني – غزة إلى مفهوم المساعدات الدولية وهيكلها وآلية تقديمها وحجمها وتقييم أثرها وكيفية استغلال المساعدات الدولية في المستقبل وركز على ضرورة عدم الاعتماد على المساعدات الدولية لأن اعتماد السلطة الوطنية الفلسطينية على المساعدات الدولية كمصدر أساسي ورئيسـي في تمويل الموازنة ومشاريع التنمية أوجد لديها حالة من الارتباط القسري مع الخـارج، وهذا بدوره أثر على قدرتها في الاستغلال الأمثل للمساعدات، إضافة لفقدانها استقلالية القرار الاقتصادي، والذي بدوره أضعف قدرتها على تحقيق الاستقلال السياسي وبالتالي شكل تهديداً للأمن القومي الفلسطيني. ومن خلال تقييم المساعدات الدولية التي قدمت للسلطة الفلسطينية منذ نشأتها وحتى الان نلاحظ أن المساعدات الدولية مصدر غير مضمون، وترتبط بأجندات سياسية تختلف أو تتعارض مع الاحتياجات والسياسات والأولويات الوطنية، وتخضع لمزاجية الجهات الممولة، إضافة إلى انه لم يسمح للسلطة الفلسطينية باستثمار هذه المساعدات في مشاريع إنتاجية، وبالتالي كانت النسبة الأكبر من هذه المساعدات مساعدات إغاثية. كما تم التأكيد على أن المساعدات الدولية قد لا تستمر للأبد وبالتالي يجب أن تبقى عنصراً دائماً وثابتاً في الإستراتيجية الفلسطينية المتعلقة بالاقتصاد الفلسطيني وتحديد توجهات تنميته، أي يجب إعادة النظر إليها باعتبارها مؤقتة وغير مضمونة تستوجب بذل أقصى درجة ممكنة من الحكمة والكفاءة في استغلالها. وعليه، فإن الأمن القومي الفلسطيني يكمن في استقلال القرار الفلسطيني الذي يرتبط بشكل أساسي في الاستغناء عن المساعدات الخارجية، وبالبحث عن وسائل دعم وصمود بديلة تعزز قوته ومناعته وتدفعه للعمل في أجواء صحية، وليس بالاضطرار لدفع أثمان على حساب حقوقه المشروعة في التحرير والاستقلال وبناء اقتصاد وطني مستقل.