منظمة التحرير الفلسطينية
دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

دورة تدريبية في مجال التثقيف الإعلامي - لقاء 8

اللقاء الثامن في دورة التثقيف الاعلامي (الاحد 6/1/2015) المنعقده بمركز التخطيط التابع لمركز التخطيط الفلسطيني - التابع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.بعنوان : 

أزمة المفاهيم والمصطلحات في وسائل الإعلام

إعداد : أ. إياد حمدان (المحاضر بكلية الإعلام والاتصال – جامعة فلسطين

إن أحد أهم إشكالات المواطن العربي هو سوء فهمه لمصطلحات سياسية واقتصادية جديدة طرأت في العصر الجديد  فالملاحظ أن المواطن العربي تشبث بهذه المصطلحات في كل جوانب حياته الاجتماعية والسياسية وربما حتى الاقتصادية، لتعطي انطباعاً مزيفاً بحداثتها وعصريتها، ولكن عند ممارستها لمضامين هذه المصطلحات يكتشف المراقب أن المواطن العربي بالذات يعاني من قصور فاضح في فهم محتواها والمعنى الحقيقي لها. فهي تمارس معنى افتراضي يخرج إلى حدود الأوهام والخيال للمعاني الحقيقية لهذه المصطلحات. فلا الحرية، بتشعباتها المختلفة وحدودها ومبادئها، تبدو ذات معنى واضح في أذهان هؤلاء، ولا الديمقراطية وآلياتها المفترضة، فهناك مصطلحات نستوردها يوميا من دون ان نعرف معانيها ودلالاتها الدقيقة ونتداولها وتجري عادة على السنتنا واقلامنا.

فالفهم الخاطئ لمصطلح ما.. لا بد أن يقود إلى بناء فكري وجمالي هش سرعان ما ينهار لكن بعد ان يكون قد ترك آثاره العميقة في النفس، والذهن وإنتاج مقولات ،وتصورات فكرية وثقافية زائفة لأنها تستند إلى مصطلحات زائفة هي أيضا قامت على فهم خاطئ،.

 وبما ان الاعلام هو أحد المكونات الرئيسة للصراعات ما بين الأمم وما بين النظريات والايديولوجيات، الا انه لايحسم الصراع ولكنه يسوّق مواقف أطراف الصراع ويجلب لهم الدعم الخارجي والداخلي، وقد وعت الصهيونية العالمية وأدركت دور الإعلام بكافة أنواعه المقروء والمسموع والمرئي فعملت على السيطرة على هذا الإعلام في عالمنا العربي واستطاعت (وللأسف الشديد) من غسل دماغ الانسان العربي في كثير من القضايا، وايصاله الى حالة من اليأس فالسياسة الاعلامية الصهيونية زرعت في العقول تقبل فكرة اغتصاب فلسطين وإقامة كيانها عليها، من خلال عملية تضبيب العقول بوسائل الإعلام، وإطلاق وإيجاد تسميات ومصطلحات معينة و مدروسة بدقة متناهية ،وتعميمها وتكريسها، وترسيخها أدت في المحصلة النهائية إلى تغيير الثوابت، والمسلمات لدى الناس. ساهم في ذلك وبشكل كبير الدور يلعبه الإعلام العربي ولربما بدون قصد ليتعود المواطن العربي على تقبل تلك المصطلحات والمفاهيم كأمر طبيعي، وهو في ما يؤثر على الوعي العربي باستخدامه المصطلحات والمفاهيم المضللة والمشوهة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية ، ويصب في خدمة غيرنا.

ويلاحظ ان البعض من المهتمين بالقضايا السياسية يتداولون (بشكل مقصود أو بشكل عفوي) مصطلحات سياسية بشكل مشوه ومنفر على عكس معناها الحقيقي خصوصاً، لذلك فأنه بات من الضرورة أن ننتبه الى مسألة توضيح المصطلح وصياغة المصطلحات الصحيحة.

أود التنبيه في ادناه إلى بعض من المصطلحات الدارجة (على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر)، وفيها توضيح الصواب والخطأ....

1ـ مصطلح (دولة اسرائيل)... وهو مصطلح أو تسمية خاطئة تطلق على دويلة الصهاينة، فاطلاق   مصطلح دولة إسرائيل على الكيان الغاصب لأرض فلسطين، اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وحقهم في الوجود على تلك الأرض المغتصبة، وفي ذلك تطبيع للمواطن العربي على تقبل الكيان المعتدي ليصبح جزءاً في منظومة المنطقة العربية ، واعتبارها دولة لها سيادتها، وقانونها واحترامها، لتعويد العقل العربي والإسلامي على قبول طمس اسم فلسطين ومحو رسمها من خريطة العالم، وأن التسمية الصحيحة أو المصطلح الصحيح هو (دويلة الكيان الصهيوني).

2ـ مصطلح (أرض الميعاد) ... فقد استخدم الصهاينة أسطورة أرض الميعاد لتأجيج الحماسة الدينية لدي اليهود للانتقال إلى فلسطين انطلاقا من الادعاءات التوراتية التي حرفتها أيديهم، والتي ترى أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وهدف اليهود من إطلاق هذا المسمى أرض الميعاد لتحاشي استخدام مصطلح أرض فلسطين الذي ينسف ادعاءاتهم من أساسها بما يحمله من دلالات على الوجود الإسلامي في فلسطين، ولإقناع العالم بشرعية الوجود اليهودي على أرض فلسطين، والتسمية الصحيحة هي (أرض فلسطين).

3- مصطلح (حائط المبكى)... وهو الحائط الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد الأقصى المبارك، ويطلق عليه اليهود حائط المبكى حيث زعموا أنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم وتأخذ طقوسهم وصلواتهم عنده طابع العويل والنواح على الأمجاد المزعومة. وكان تجمع اليهود حتى عام 1519م قريباً من السور الشرقي للمسجد الأقصى قرب بوابة الرحمة ثم تحولوا إلى السور الغربي والثابت شرعا وقانونا بأن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، والتسمية الصحيحة هي (حائط البراق).

4- مصطلح (الهولوكوست)... من القضايا التي أحسن الإعلام اليهودي استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية (محرقة الهولوكوست الكبرى) حيث يزعمون أن هتلر والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً، لغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم،وليستمر استثمار ملف المحرقة للأجيال اليهودية القادمة، ونجحوا بذلك في كسب تعاطف العالم مع كيانهم الغاصب لأرض فلسطين، واستغلت للتغطية على المذابح وأشكال الإبادة والممارسات التي يرتكبها اليهود الغاصبين لأرض فلسطين، التسمية الصحيحة هي (خرافة المحرقة النازية).

5- مصطلح (عرب اسرائيل)...مصطلح أطلقه الاعلام الصهيوني على الفلسطينيين في المناطق التي أحتلتها في عام 1948م لتعطي إنطباعا ً للمتلقي أن هؤلاء أقلية قومية ضمن الدولة الاسرائيلية وأستخدم هذا المصطلح بعد ذلك في الاعلام العربي والإسلامي، والصواب ان نطلق عليهم (فلسطينيو 1948).

6- مصطلح (المستعمرات الإسرائيلية).... وهو بمعنى تعمير الأرض وإصلاحها ، فهل هذا ينطبق على ما يقوم به الاحتلال الصهيوني ، وللوقوف على ذلك لا بد من الرجوع للقرآن الكريم في سورة هود، الآية "61" فيقول تعالى:" والى ثمود أخاهم صالحاً ، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه  ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب"   فالتسمية الصحيحة هي ( المغتصبات الصهيونية).

7- مصطلح (القدس الشرقية والغربية )  وهذا خطأ يقع به الاعلام العربي دون قصد، فالقول القدس الشرقية أو الغربية أو العربية أو اليهودية في الوقت الذي يصر الاعلام الصهيوني على القول بالقدس الموحدة عاصمة الدولة الاسرائيلية فلنسأل السياسي والاعلامي العربي هل يجوز القول مثلاً دمشق الشرقية ودمشق الغربية ؟.... اذن الصواب القول ( بشرق القدس – غرب القدس شمال القدس ).

8-  مصطلح (مناطق السلطة الفلسطينية ومناطق الحكم الذاتي ) : وهو تسريب صهيوني اعلامي توسعي القصد منه أن هذه المناطق منحة من الدولة الاسرائيلية للسلطة الفلسطينية ، فالقول (بالأرض الفلسطينية المحررة )هو الأصوب   .

9- مصطلح ( محافظات الشمال ومحافظات الجنوب ) :   المقصود بمحافظات الشمال هنا الضفة الغربية ، والمقصود بالجنوبية هو قطاع غزة ، وهنا الخطأ والمخالفة الوطنية والتاريخية ففلسطين التاريخية شيء وفلسطين المتاحة شيء آخر حتى لا يتسلل الى التاريخ والأجيال أن فلسطين شمالاً هي الضفة الغربية، وجنوباً غزة فالأصوب القول ( المدن المحررة  أو ذكر اسم المدينة).  

10-مصطلح (الشرق الأوسط) ... هذا المصطلح جاء كمقدمة ضرورية للتعايش مع الصهاينة، ولإفساح مكان للكيان الصهيوني في المنطقة العربية الإسلامية، وذلك للإقرار أن يكون الصهاينة عضواً في جسم الدول العربية والأمة الإسلامية، مما يعطي الصهاينة صفات الجوار ووحدة المصير ومشاركة القرار، لتكييف المواطن العربي المسلم على تقبل الكيان المعتدي، والصواب أن نطلق على هذه المنطقة (المشرق الإسلامي، أو العالم العربي، أو المنطقة العربية الإسلامية).

11- مصلح (التعددية السياسية في العراق الجديد) ... مصطلح جديد ظهر إلى الوجود بعد الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي  للعراق لغرض خداع الناس بوجود قوى سياسية مشروعة متعددة القوى والآراء السياسية تمتلك قرارها السيادي الخاص بها وتملك استقلاليتها، لكن الحقيقة هي مغايرة تماما لان ما يوجد بالعراق عبارة عن زمر من الخونة والجواسيس واللصوص يأتمرون بأوامر من ايران او من دويلة الكيان الصهيوني ومن قبل دول اخرى يحكمون العراق تحت ظل كونهما احزاب سياسية، والتسمية الصحيحة هي (التبعية السياسية لأحزاب السلطة الموالية للأجنبي).

12- مصطلح (فرق الحماية الامنية) ... وهي ميلشيات مرتزقة تعاقدت معها ادارة الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي لتمارس عمليات القتل والتنكيل بالشعب العراقي وهذه الميليشيا هي جيش الـ (بلاك ووتر)، وهي شركة مشبوهة.. تمتلك من العتاد مالا تمتلكه دول كثيرة مجتمعة وتسيطر علي مراكز صناعة القرار في أمريكا، ويعمل بها قتله مأجورون والأصوب القول (فرق الموت الامريكية)..

2015-01-09 02:09:00