منظمة التحرير الفلسطينية
دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

دورة في كيفية التعامل مع ذوي الاعاقة

نظمت دائرة التدريب والتثقيف بمركز التخطيط الفلسطيني التابع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اللقاء التاسع والأخير في "دورة كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة" وذلك يوم الخميس الموافق 16-10-2015م بقاعة التدريب بالمركز والتي يعقدها المركز بالتعاون مع الاتحاد العام للمعاقين- فرع غزة ، وشركة ايبك للالكترونيات ، وكان ضيف اللقاء أشخاص من ذوي الإعاقة وهم أعضاء بالاتحاد العام للمعاقين "أ.سوسن الخليلي، أ.محمد أبو كميل، أ.هدى أبو عوده، أ.عبد الرحمن أبو وطفه". رحبت أ.غادة حجازي بضيوف اللقاء مؤكدة على اهتمام مركز التخطيط ومشاركته في قضايا المجتمع على اختلافها مؤكدة وقوف المركز بجانب حقوق المعاقين واندماجهم بالمجتمع كالأشخاص العاديين لهم العديد من الحقوق وعليهم الكثير من الواجبات.

كما أكدت على دعم المركز لموائمة الأماكن بما يخدم هذه الشريحة الكبيره بالمجتمع الفلسطيني. وعلى الجميع من مؤسساتنا من مدارس ومستشفيات وجامعات وجمعيات إلى غيره من مؤسسات المجتمع المدني أن تدعم موضوع المواءمة للاماكن والعمل على نشر الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم.

أكدت أ.حجازي مسؤولة دائرة التدريب أنه على رغم الإعاقة فالعديد منهم حقق انجازات رائعة ليس على المستوى الشخصي فحسب بل على المستوى المجتمعي .. لقاؤنا اليوم مع مُتحدي الإعاقة .. لقاؤنا مع فرسان وفارسات الإرادة.. لقاؤنا مع أشخاص أكدوا على أن المعاق معاق العقل لا الجسد.. لقاؤنا مع أشخاص من ذوي الإعاقة سيتحدثون عن قصص نجاحهم رغم إعاقتهم الخلقية.

 قصة نجاح سوسن الخليلي:

سوسن الخليلي واحدة ممن يصنفون في فئات المجتمع ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة لكنها برزت بين أكثر من سبعين ألف معاق في قطاع غزة كأنشط الفتيات اللاتي يمارسنَّ نشاطاً طوعياً على مدار سنوات طوال بعد أن أنهت دراستها الجامعية وتفرغت لتدريب الفتيات في مختلف المجالات والقضاء على الإعاقة واليأس والنظرة السلبية من قبل المجتمع، وذلك عبر الإنتاج والتفاعل الإيجابي.

تتمتع بقوة الشخصية ففي عينيها تقرأ طموحاً يزداد توهجاً.. وعلى لسانها تتردد عبارات الأمل والفخر بما حققت بإرادتها وفي قلبها نبض حنين لطفولة عاشتها بألم نتيجة قصر قامتها وتجاوزتها بأمل راسمة لنفسها واقعاً ومستقبلاً جديداً عنوانه التميز والإبداع ففي كل مكان ارتادته للتدريب والتعلم تركت بصمة في التفوق الأخلاقي والعلمي لم تمحى رغم مرور سنوات العمر وما زالت تجني ثمارها.

ليس قصر قامة المرء أو طوله يحدد مكانته الاجتماعية وقدرته على الإبداع والتفاعل في المجتمع، فالإبداع له علاقة فقط بالقدرة على استخدام العقل والقدرة على تطوير المهارات، وهو ما نجحت سوسن الخليلي في إنجازه على مدار سنوات من العمل الطوعي في مجال خدمة المعاقين الفلسطينيين بقطاع غزة، تربت هذه الصغيرة في أسرة متواضعة الحال، وكان والديها يمنحانها الكثير من الحب والرعاية، وهي أيضا أسرتهن بشخصيتها الرائعة المميزة بالذكاء والعطاء، وكانت أيضا حياتها في المدرسة مميزة كونها دخلتها قبل السن المطلوب وذلك بسبب ذكائها .

 ولأن السعادة لا تدوم طويلاً فما إن انتقلت سوسن إلى المرحلة الإعدادية حتى بدأت تشعر بمأساتها الحقيقية مع قصر القامة، كانت الفتيات في المدرسة إذا ما ترفعنّ لعام دراسي جديد يزداد حجمهن فتتمددن طولاً بينما تنظر لقامتها فتجدها على حالها لا تتطور فأدركت أنها مختلفة وسبب ذلك علة وراثية أثمرها زواج الأقارب، حيث كان والدها يعاني من نقص في هرمون معين ولم يتوجه إلى الأطباء إلا بعد فوات الأوان.

تقول سوسن: "كانت تلك الفترة من طفولتي محفوفة بالألم والدموع كوني مختلفة عن صديقاتي ولا أشبههن في قاماتهن ولكني سرعان ما أسلمت أمري إلى الله وأدركت أني سأبقى على هذه الحالة طيلة حياتي ولا بد من التأقلم مع واقعي وعدم التواري خلف غمامات الحزن خاصة وأن لديّ إمكانيات كثيرة يمكن أن تمثل لي نقاط قوة لأكون فاعلة في محيطي المدرسي والاجتماعي".

وتقول سوسن إنها أكملت مشوارها الدراسي بمزيد من التفوق والنجاح العلاقات المميزة مع المدرسين ومديرة المدرسة، وأن إعاقتها كانت دافعاً لأن تحقق التميز في الدراسة والأنشطة

اللامنهجية بالمدرسة فكانت لا تترك نشاطاً إلا وشاركت فيه خاصة إذا ما تعلق بالإذاعة المدرسية والإنشاد.

وتضيف سوسن: "كانت أسعد لحظاتي في المرحلة الثانوية عندما فاجأتني مديرة المدرسة بترشيحي لأداء فقرة إنشادية بمناسبة الاحتفال بعيد الأم، وقتها لم أجد أجمل من أغنية الراحل عماد عبد الحليم "أنا مهما خدتني المدن"، تشير الفتاة أنها أدتها بإحساس قوي جعل الحضور يصفق طويلاً بعدما انتهت من الأداء وتضيف أن سبب أدائها المتميز أنها استحضرت وجه أمها وتضحياتها وكم الآلام التي تحملتها من أجلها فخرجت بأصدق إحساس.

 بعد الثانوية العامة توقفت سوسن قليلاً عن استكمال دراستها الجامعية ليس لسبب سوى إغلاق الجامعات الفلسطينية وقتها لكنها ما لبثت أن تابعتها بعد عودة السلطة الفلسطينية وإعادة فتح الجامعات فدرست الحقوق بجامعة الأزهر بغزة وكان عنوانها أيضاً التفوق والتميز، تؤكد الفتاة أنها أثناء توقفها عن الدراسة لم يتوقف نشاطها المجتمعي فكانت مهتمة بأن تتعلم العديد من الفنون كالتجميل وتصفيف الشعر فبرعت فيه بالإضافة إلى اهتمامها بتدريب الفتيات على مختلف فنون الأشغال اليدوية بعد أن أنهت دورات عدة في هذا المجال كالرسم على الزجاج والتطريز وغيرها.

وتقول سوسن: "كنت أهتم بزيارة المؤسسات التي تعني بذوي الاحتياجات الخاصة للتعرف على برامجهم والالتحاق بها لتحقيق مبدأ التفاعل والمشاركة المجتمعية الذي تؤمن به وتنادي به أيضاَ" وتضيف أن المؤسسات في وقت لاحق كانت من تطلب منها الحضور للمشاركة في تقديم برامج الاحتفالات والمهرجانات التي تقيمها لتميزها في الكتابة بحس أدبي والإلقاء بحس إنساني عال.

 ومن نجاح إلى آخر ومن إتقان مهارة إلى أخرى ومن حضور متميز إلى آخر أكثر إبداعاً كانت تنتقل سوسن متحدية كافة العقبات والنظرات القاسية التي كانت تواجهها في عيون الناس إن لم تتحدث بها ألسنتهم لكنها استطاعت أن تبرهن أن صاحب الإعاقة من لا يمتلك عقلاً مفكر وليس جسداً معافىً، فكم من جسد لم يستطع الوصول  إلى ما وصلت إليه بإرادتها القوية وإصرارها المتميز ونشاطها الفعّال في مجال الإعاقة.

تؤكد سوسن أن تفعيل وتنشيط ذوي الإعاقة وجسر العلاقات الرصينة التي بنتها مع المعاقين والمسئولين في مؤسسات الإعاقة الحكومية والخاصة جعلها تقرر الترشح لتولي منصب إداري في الاتحاد العام للمعاقين في قطاع غزة وكان لها ما أرادت في العام 1999 حيث انتخبت أمين سر الاتحاد وما زالت تعمل كمتطوعة حتى الآن في ذات المنصب بعد أن أعيد انتخابها لأكثر من مرة نظراً لكفاءتها وبراعتها في مجال الإدارة ناهيك عن نشاطها واهتمامها منقطع النظير بالمعاقين سواء على مستوى التدريب والتأهيل أو على المستوى الإنساني والتفاعل الاجتماعي.

لم يقف طموح سوسن عند  الحصول على أمانة سر الاتحاد العام للمعاقين كمتطوعة بالانتخاب النزيه فقد تعداه إلى أبعد مدى، العلم لديها لم ينته عند الحصول على الشهادة الجامعية من كلية  الحقوق بجامعة الأزهر والنشاط الإبداعي لم يقف عن تقديم برامج الاحتفالات الخاصة بالمعاقين بل تجاوز ذلك فحصلت من العلم على شهادة دبلوم مهني في علوم المحاسبة الحديثة والكمبيوتر عبر المؤسسة الفلسطينية للتدريب وكانت واحدة ممن أبدعوا بألوانهم وريشاتهم لوحات تشكيلية راقية على الزجاج والفخار والجرانيت والخشب ناهيك عن إبداع لوحات التراث الفلسطيني عبر فن التطريز الذي أتقنته بإبداع وتميز، ولعل اهتمامها بتدريب وتفعيل المعاقين والكشف عن طاقاتهم الإبداعية الكامنة في الفنون جعلها تعمل على تأسيس نواة الورشة الفنية في المركز الوطني للتأهيل المجتمعي.

وحصلت سوسن على العديد من الجوائز وشهادات التميز والتقدير، فقد حصلت على شهادات وميداليات متنوعة من بينها الميداليات الرياضية، وشهادات التميز والإبداع في مجال الرسم والتشكيل إلى شهادات تكريمية على النشاط الاجتماعي وشهادات أخرى عن مشاركة متميزة في مخيمات رياضية دولية ومسابقات ثقافية وأعمال مسرحية فنية تتحدث عن معاناة المعاقين وهمومهم وما يواجهونه من إهمال وتقصير تجاه قضاياهم.

ولم يكن غريباً أن يتم اختيارها من بين آلاف المعاقين عام 2010 لتحصل على جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كونها لم تترك مجالاً فنياً ولا أدبياً ولا رياضياً ولا اجتماعياً إلا وضعت بصماتها المميزة فيه.

بمزيد من الفخر والسعادة التي تبرق في عيونها تحدثت بالتفصيل عما حققته من إنجازات تضاف لرصيدها الإنساني قبل المهني وفق رؤيتها، البداية كانت مع أمانة سر الاتحاد العام للمعاقين بغزة في العام 1999 ومن ثمَّ توالت الإنجازات في المجالات الأدبية والفنية والرياضية ففي العام 2008 حسب ما أوردت حصلت على جائزة المرأة المبدعة في مجال الرسم وفي العام 2009 حصلت على المركز الأول لبطولة تنس الطاولة عن فئة المعاقين حركياً "وقوف" من الإناث ومن قبل نالت الميدالية الذهبية 2000 من جمهورية مصر العربية وفي عام 2006 من اللجنة الأولمبية لاتحاد رياضة المعاقين.

 وتشير سوسن إلى أن العام 2010 شهد تكريمها بشكل لافت من عدد كبير من المؤسسات المحلية والدولية فضمن المهرجان الوطني لتكريم المتطوعين "عونه" حصلت على لقب الفتاة المثالية نتيجة للعمل الريادي في العمل التطوعي على مدار سنوات طوال أوصلت فيها صوت المعاقين وعمدت إلى المطالبة بحقوقهم المشروعة وعملت دون كلل أو ملل على نشر قضاياهم ومثلتهم أمام المسئولين وصناع القرار في الداخل والخارج في دول عربية وأوروبية عبر المشاركة في نشاطات رياضية وفنية.

وتلفت الخليلي إلى أن الحدث الأبرز في العام 2010 هو حصولها على المركز الأول في جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن جوائز أخرى على مدار عملها التطوعي كجائزة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في المسابقة الأدبية والثقافية في مجال كتابة الشعر، وكذلك جوائز ذهبية لبطولات رياضية في ألعاب القوى للمعاقين فحصلت على المركز الأول لمسابقة رمي القرص ودفع الجلة لفئة f40، المنعقدة برعاية اللجنة البارالمبية الفلسطينية مع ممثلية الاتحاد الأوروبي ومؤسسة ميرسي كور والديكونيا/ناد.

نشاطها الجميل المزدان بالإيمان والصبر رشحها لأن تكون سفير غزة للعالم للمشاركة في الفعاليات الدولية وذلك منحها الشرعية للتعبير عن مطالب المعاقين وحقوقهم.

ومن أبرز المطالب التي ركزت عليها سوسن، هي:

-       تطبيق قانون المعاق رقم 4 لعام 1999.

-       أن تشكل مؤسسات المعاقين قوة ضاغطة على الحكومة لمنحهم حقوقهم وألا يقتصر دورها على الوساطة بين المعاق ووزارة الشئون الاجتماعية لمجرد الحصول على مساعدات مالية أو طرود غذائية.

-        ضرورة أن تهتم المؤسسات بوضع برامج وخطط مستقبلية لتأهيل المعاقين مهنياً وتعليمياً من أجل دمجهم في المجتمع وخلق إنسان مبدع تتحول الإعاقة لديه إلى طاقة خلاقة.

تؤمن سوسن أن الإبداع محله العقل وليس الهيئة والجسم المعافى فقط، وأن الإيمان بالله والصبر والرضا عن الذات أهم ما يوصل الإنسان المعاق إلى الإبداع إذا ما امتلك عقلاً مفكراً وذكاءً حاداً ونفساً طموحة تواقة إلى النجاح، لذلك كانت محط اهتمام واحترام من كل من التقت بهم.

 قصة نجاح محمد أبو كميل :

أكد على أنَّ الإعاقة لم تمنعه من الارتباط بالفتاة التي اختار أن تكون شريكة عمره، مشيرًا إلى أنَّ الكثير من أفراد المجتمع المحيطين به راهنوا على أن حلمه كونه من ذوي الإعاقة الحركية ويتنقل على كرسي متحرك، بالارتباط بزوجة ليست من ذوي الإعاقة بعيد المنال.

وأوضح أبو كميل (27 عامًا) أنَّه عمل متطوعًا في الاتحاد العام للمعاقين منذ أعوام طويلة،  حاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال والعلوم المالية والمصرفية، فضلًا عن شهادة دبلوم عال .وأضاف: "تزوجت من فتاة حاصلة على شهادة الثانوية العامة وليست من ذوي الإعاقة، حيث كنت أرى نظرات غريبة في عيون الأشخاص المحيطين بي والتساؤلات الكثيرة التي تدور فهل الممكن أن يكون هناك قبول من بعض الفتيات من الارتباط بشاب معاق.

وأشار إلى أنه تقدم إلى كثير من الفتيات بالرغبة في الزواج، ولكن دائما كان يجد الرفض من أهل الفتاة بشكل أساسي، وتابع: "بالنسبة إلى قصة زواجي فإن زوجتي اقتنعت بالفكرة قناعة كبيرة وتحدت جميع الظروف المحيطة بها وقبلت بالواقع الذي أعيش فيه، حيث أن لي بعض المتطلبات الخاصة بما أنني من ذوي الإعاقة، فهي قبلت بهذا الشيء وتحملت هذا الشيء ومن واجبي أنا تجاهها أن تعيش حياة كريمة لا تشعر فيها بأنها تزوجت شخص ذو إعاقة ستحرم معه من الحياة الطبيعية.

وأكمل: "أنا كأي شاب يعيش في هذا المجتمع يطمح بان يكون له أسرة و يعيش حياة كريمة سعيدة، مثله مثل أي شخص في المجتمع"، موضحًا أنه يعمل على تنفيذ حملات توعية داخل الجامعات والمدارس للفئات الشبابية سواء شباب أو فتيات، وهذه الحملة بدأت منذ أكثر من عامين وستبقى مستمرة إلى ما لا نهاية، وترتكز على تغيير المفاهيم حول الأشخاص ذوي الإعاقة وتغيير بعض المصطلحات الخاطئة وهي النظرة السلبية اتجاه ذوي الإعاقة

وأشار أبو كميل إلى أنَّ هدفه من خلال هذه الحملة أن يوضح للمجتمع أن المعاق إنسان مثله مثل أي شخص عادي ومن حقه أن يعيش بكرامة، مستدركًا: "من حقنا أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي مثلنا كأي شخص في هذا المجتمع ومن حقنا أن نتزوج وان نكون أسرة، ومن حقنا أن نتعلم وندرس أيضا، وللأسف الشديد المجتمع هو من يتوجب عليه الاندماج فينا وليس نحن، نحن مندمجين في المجتمع فهذه الحملة تهدف إلى تغيير النظرة وتغيير الواقع الذي نعيش فيه"

ولفت إلى أنه وجد تجاوبًا كبيرًا من الناس لأنَّ الفكرة كانت جديدة بأن شخص ذو إعاقة هو من يقود هذه الحملة، حيث كان يقول له بعض الطلاب أنهم دائما كان يزورهم بعض الأخصائيين النفسيين لتعريف الإعاقة ونسبة الإعاقة بشكل روتيني معروف، لكن أن يقدم شخص ذو إعاقة على مثل هذا العمل، فهذا شيء جديد وله صداه وله مفعول وتأثير أكبر ، وناشد أبو كميل المجتمع بتغيير نظرة الشفقة التي ينظرونها إلى المعاق أو على أنه إنسان من الدرجة الثانية، منوهًا إلى أن المعاق له حقوقه ودوره في المجتمع الذي يعيش فيه، وبيّن أن طموحه أن يصبح شخص ذو منصب كبير، كي يتسنى له خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وأن يوفر  لهم قدر الإمكان مكانة محترمة، بالإضافة لتلبية احتياجاتهم، مهمش وحقهم ضائع في هذا المجتمع.

ووجه أبو كميل رسالة إلى صناع القرار بأن ينظروا إلى قضية الإعاقة بأنها قضية عادلة وجوهرية، وليست قضية "كابونة" أو مساعدة فقط، وأوضح "نحن أصحاب قضية حقوقية لنا حقوق وعلينا واجبات، ونتمنى أن يتم تطبيق قانون المعاقين رقم 4 لعام 1999، والذي يؤكد على ضرورة عيش الأشخاص ذوي الإعاقة حياة كريمة مثل أي شخص عادي في هذا المجتمع

قصة نجاح هدى أبو عودة :

لم تستلم هدى أبو عودة ابنة الثلاثون عامًا لإعاقتها الحركية، فبإرادة قوية تحلت بها انطلقت لتحقق أحلامها التي لا تنضب، لتدير محلها الصغير بحي النصر في مدينة غزة والذي تمكنت من إفتتاحه مؤخرًا، معلنة “لاشيء يعيق طموحي.”

تعكف هدى على إنتاجها للمطرزات بأشكال مختلفة ومن ثم بيعها، لتقول : حينما أصل إلى محلى أشعر بسعادة كبيرة ، فأنا استطعت أن أثبت للجميع أن إعاقتي لن تعيق عقلي ولن تؤخرني عن تأدية رسالتي في الحياة. تواصل هدى حديثها طموحي لا ينتهي بدأت من نقطة الصفر وسأكمل حتى أحقق نجاح كبير أفخر به وتفخر به أسرتي.

وعن سبب اختيارها لمشروع بيع المطرزات توضح درست الفنون والحرف وتلقيت العديد من الدورات التدريبية في مجال التطريز لذلك أحببت أن يكون مشروعي محل لبيع المطرزات المشغولة يدويًا. وتؤكد هدى أن الأعمال اليدوية من هواياتها المفضلة والآن أصبحت مصدر رزق لي ولعائلتي وبها أيضًا أعمل على حفظ وحماية التراث الفلسطيني من الضياع.”

وترى هدى في مشروعها أنه مصدر الرزق الوحيد لعائلتها المكونة من تسعة أفراد، تقول: هذا المشروع أصبح بالنسبة لي كل شيء، وبه سأصبح قادرة على إعالة نفسي ومساعدة أسرتي.

واستطاعت هدى إنتاج العديد من الشالات والشنط والأثواب والصواني المطرزة بألوان زاهية تعكس روحها المفعمة بالنشاط والحيوية والتي حازت إعجاب زائري مشروعها في وقت قصير.

توضح هدى:”أحرص عند إنتاج المطرزات عمل تصاميم مختلفة عما هو موجود في المحلات الأخرى.”

حب الخير والمساعدة للجميع هو ما يميز هدى حتى في عملها تقول هدى: هناك سيدات يساعدني في عملي مقابل أجر مادي، أنا أحرص على اختيارهن إما من الأسر الفقيرة أو من الفتيات من ذوي الإعاقة.  ومن أحلام هدى كما لم تعيقها الإعاقة لا تعيقها الحواجز والحدود أيضا، فهي تتمنى أن تحظى بفرصة المشاركة بمعارض دولية خارج فلسطين لتثبت للعالم أجمع أن الإرادة لا تعيقها الإعاقة.

قصة نجاح عبد الرحمن أبو وطفه :

اللاعب عبد الرحمن أبو وطفه الذي حقق إنجازات في الرياضة الفلسطينية منذ ولادَتِه يتمتَع بقوة وإرادة وقدرة على ممارسة الرياضة رغم تركيبِه طرفًا صناعيًا منذ صغرِه، بدأ يمارس رياضة كرة القدم حتى أصبح يمارس رياضات أخرى.  
شارك في بطولات دَولية لعدة ألعاب رياضية منها دفع الجلة ورمي القرص، فحاز على قلادات فضية وبرونزية وانتصر على أبطال منافسين من مختلف دول العالم وحقق انجازات أخرى على صعيدِ ذوي الاحتياجات الخاصة.
فهو يحب الرياضة ويعتبرها جزءًا مهمًا من حياتِه و يصب جلَّ اهتمامِه ووقتِه في التمارين والتدريبات المختلفة ويترجم كل جهدِهِ إلى جوائز محلية ودولية يهديها الى وطنِه فلسطين. رغم الإعاقة هناك عزيمة ترفض الرضوخ إلى أيّ ظرف من الظروف، فبإصرارِه العنيد يطمح للقب بطل فلسطين.

 

2015-10-14 06:42:00