منظمة التحرير الفلسطينية
دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

ورشة عمل للفصائل الفلسطينية (اليسار والمستقلين ) حول الانتخابات الفلسطينية

تقديم

 

أ. مجد الوجيه مهنا*

 

 

يمكن تسمية السنوات الحالية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، بأنها سنوات عقيمة، مترعة بالمتغيرات السلبية، فالانقسام الفلسطيني – الفلسطيني ما زال على أشده ملقياً بظلاله القاتمة على الشعب الفلسطيني وعلى مستقبل القضية الوطنية، والمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية تتقدم خطوة لتتراجع عشر خطوات، وخيار المقاومة يشهد تجاذبات وتراجعات منطلقة من حسابات فصائلية وهدنة غير معلنة، وغير معروفة الأجل.

وفوق هذا وذاك، تم ترحيل الانتخابات، التي هي الاستحقاق الوطني للشعب الفلسطيني، عدة أشهر ربما تمتد لسنوات، حسب حالات التجاذب الفلسطينية التي تزداد حدة بين الفصائل والحركات السياسية، وتجمد مشروع المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية الذي بادرت الشقيقة مصر لاحتضانه، بعد أن وقعت حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة، فيما استنكفت حركة حماس عن التوقيع، مشترطة أخذ ملاحظاتها على الورقة بعين الاعتبار وبشكل جدي قبل توقيعها على الورقة. وأضافت هذه المواقف على الواقع الفلسطيني قتامه وإحباطاً، بعد أن راود الجميع الأمل بأن المصالحة كانت قد أصبحت على الابواب، وان التوافق الوطني في سبيله للتحقق.

وقد قمنا في مركز التخطيط، قبل شهر، بعقد مؤتمر شاركت فيه مراكز دراسات وأبحاث فلسطينية مختصة للبحث في سبيل الخروج من أزمة الانقسام، والدخول في عملية انتخابات يتم من خلالها العودة الى الشعب لاظهار خياراته وانتخاب القوى السياسية التي تحقق مصالحه وتعمل على تحقيق مشروعه الوطني.

وورشة العمل المنعقدة اليوم هي تتمة للمؤتمر المذكور، جوهرها المصالحة والانتخابات، لكن هذه المرة من وجهة نظر فصائلية، تغلب عليها الصبغة اليسارية إضافة إلى مستقلين، للنقاش الحر حول الموضوعين الآنفين.

وسيتمحور النقاش حول موضوع إشكالية، من يسبق الآخر المصالحة أم الانتخابات. وما هو البديل للمواطن الفلسطيني، استمرار الفصائل اليسارية والمستقلين في وضعهم الحالي، أم تشكيل جبهة وطنية تحمل مشروعاً وطنياً مقبولاً من الشعب الفلسطيني بمستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ في سبيل وضع خيار ثالث امام المواطن الفلسطيني عند خوضه عملية الانتخابات.

يمكن القول مبدئياً أن الفصائل والشخصيات المستقلة التي حضرت النقاش أبدت آراءها  بكل انفتاح وموضوعية ومن منطلق الحرص على المصلحة الوطنية العليا، لكن يبقى التساؤل، هل ستجد هذه الآراء والأفكار سبيلها الى التطبيق؟ الأمر منوط بهم، راجين لهم التوفيق.



* مدير عام مركز التخطيط الفلسطيني

2014-03-10 12:33:00