منظمة التحرير الفلسطينية
دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

الدورة التثقيفية في الامن القومي -نظرية الأمن الاسرائيلي وعملية السلام- المحاضرة التاسعة

المحاضرة التاسعة  في الدورة التثقيفية في الأمن القومي - نظرية الأمن الاسرائيلية وعملية السلام

20/2/2018

بعنوان: مفهوم الأمن الإسرائيلي في ضوء التطورات الإقليمية وتداعياته على عملية السلام


أ. منصور ابو كريم      باحث وكاتب سياسي

 

تناولت المحاضرة مفهوم الأمن الإسرائيلي في ضوء التطورات الإقليمية وتداعيات ذلك على عملية السلام والحقوق الوطنية الفلسطينية، فقد حاولت إسرائيل الاستفادة من التحولات الاستراتيجية في البيئة العربية والإقليمية وتسخير ذلك بما يخدم نظرية الأمن القومي الإسرائيلي وتخطي عقبة القضية الفلسطينية في التوسع والانتشار الدولي والإقليمي. وتناولت هذه المحاضرة أبرز النقاط التالية:

الخلاصة

أدت تغيرات البيئة الاستراتيجية العربية والإقليمية في العقدين الأخيرين بانعكاسات على الأمن الإسرائيلي بفعل مجموعة العوامل التي غيرت الواقع الجيوسياسي والاستراتيجي في المنطقة، خاصة مع انطلاقة الربيع العربي، وما صاحب ذلك من انهيار لأنظمة وجيوش كانت تشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، مما انعكس على عدد من الركائز التي قامت عليها نظرية الأمن الإسرائيلية، فقد أدت هذه التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص إلى وضع تشعر فيه إسرائيل بالأريحية نظرا للتغيرات التي حدثت في البيئة الإقليمية، وما نتج عنها من انتشار للجماعات المسلحة، وبروز الصراع المذهبي بين السعودية وإيران، مما ساعد إسرائيل على أن تطرح نفسها كحليف استراتيجي لبعض الدول العربية مقابل التحالف الإيراني، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، وعلى الحقوق الفلسطينية. وسوف تحاول هذه الدراسة بحث العلاقة بين التطورات السياسية والأمنية الحاصلة في المشهد العربي وتأثير ذلك على عملية السلام والحقوق الوطنية الفلسطينية، في ظل الحديث عن الحل الإقليمي، الذي يقوم على أساس دخول الدول العربية في علاقات طبيعة مع إسرائيل قبل الوصول لتسوية للقضية الفلسطينية.

لقد سعت إسرائيل إلى تعظيم الاستفادة من التطورات البيئة الإقليمية، فقد عملت إلى اتخاذ موقعاً لها وسط الموقف الإقليمي شديد السيولة الذي تسبب فيه وقوع كثير من جيرانها فريسة للاضطراب الداخلي، فضلاً عن حلحلة الوضع الجيوسياسي الناتج عن التنافس السعودي الإيراني وكذلك تزايد حالة الصلف الروسي في مواجهة الانسحاب الأميركي الملاحظ. وفي هذا السياق، تبرز إسرائيل باعتبارها أكثر المستفيدين من اضطراب النظام الإقليمي في أعقاب الثورات العربية. فعلى الرغم من حالة الفوضى التي تنتشر في كثير من البلدان المجاورة لإسرائيل، فمن المؤكد أن ثمة مجموعة من العناصر المرتبطة بالنموذج الإقليمي الحالي التي تستفيد منها إسرائيل من الناحية الأمنية، بسبب انتشار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة العربية.

لقد تبنت إسرائيل خطاباً مغايراً للتعامل مع المسألة الفلسطينية، وذلك نابع من تغيرات البيئة الإقليمية بالأساس، فهي تصرح بأن أي تسوية للصراع مع الفلسطينيين يجب أن يكون عبر بوابة العالم العربي، كجزء من تسوية إقليمية عربية تساهم في حل المسألة الفلسطينية، والوصول لتسوية سياسية مع الشعب الفلسطيني، حيث أن إسرائيل تبنت رؤية جاءت انعكاس للأحداث الجارية في المنطقة العربية، تقوم على أساس مبدأ تطبيع العلاقات مع العالم العربي كمدخل لتسوية القضية الفلسطينية وترى إسرائيل إنه من خلال النموذج الحالي، ليس ثمة من يمكنه تحدي قدرة إسرائيل على الإبقاء على الوضع الحالي، فيما يتعلق بمسألة الأرضي الفلسطينية، أو من يمكنه فرض تكاليف باهظة عليها في حال استمرار الاحتلال. فقد فاقمت حالة التنافس بين اللاعبين الإقليميين من حالة الفرقة في الداخل الفلسطيني، كما أعاقت القرار الفلسطيني. فالصراعات العنيفة في سوريا والعراق وليبيا واليمن- على سبيل المثال لا الحصر- جمعت أجندات السياسات الأجنبية لقادة العالم، مما يعني أن كثيرين يرون أن القضية الفلسطينية ذات تبعات استراتيجية أقل مما كانت عليه بالنسبة للشرق الأوسط.

2018-02-24 20:53:00