منظمة التحرير الفلسطينية
دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني

مستقبل الاراضي الفلسطينية

يمكن الحديث عن تصوران يسودان الأوساط السياسية في اسرائيل، حول مستقبل الاراضي الفلسطينية، التصور الاول يقول ان السياسة الاسرائيلية الحالية المتمثلة بالنشاط الاستيطاني والجدار العازل وعزل منطقة الاغوار وتهويد القدس سوف تقوض  الى حد كبير حل الدولتين لأن هذا النشاط سيجعل من المستحيل اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة يقبل بها الفلسطينيون وهو ما يقودنا الى العودة الى الحديث عن الدولة ثنائية القومية الأمر الذي يصيب المشروع الصهيوني في مقتل وهو تصور يسود في أوساط اليسار الإسرائيلي وبعض النخب الاقتصادية والثقافية.

أما التصور الآخر وهو ما تتبناه الحكومة الاسرائيلية الحالية وتعمل عليه يتمثل بمزيد من الاجراءات على الارض بحيث يكون الحل الاقليمي كيانين منفصلين اسرائيلي يهودي موسع أي اكبر من إسرائيل الحالية على حساب الاراضي الفلسطينية، وعلى الجانب الآخر كيان فلسطيني مقلص من الناحية الجغرافية (50-60%) من مساحة الأراضي الفلسطينية ومقلص كذلك من ناحية الصلاحيات والإستقلالية، ويعتقد أصحاب هذا التصور انه كلما تم كسب المزيد من الوقت فإن مساحة الكيان الإسرائيلي اليهودي ستزداد ومساحة الكيان الفلسطيني ستتقلص.

وفي المقابل يسود اعتقاد لدى قطاع واسع من الفلسطينيين وسط حالة من الإحباط بأنه اذا استمرت الممارسات الاسرائيلية وإذا أستمر التراخي الدولي مع هذه الممارسات فإن ذلك يؤطر لحالة "لا دولتان ولا دولة واحدة"، وسوف يتطور الامر باتجاه نظام تفرقة عنصرية بحيث يظل الفلسطينيون محصورون داخل سلسلة من الغيتوهات، بينما يتواجد اليهود في مواقع مفتوحة في اسرائيل والضفة الغربية على حد سواء، إن هكذا تصور يقودنا كفلسطينيين الى اعادة ترتيب الاولويات والبحث عن أدوات جديدة لإدارة الصراع لأن الأدوات القديمة لم تعد مجدية مع عدو متغطرس يحمل تصورات جهنمية لحاضرنا ومستقبلنا الأمر الذي يستدعي تجنيد كل طاقات الشعب الفلسطيني للتصدي لهكذا تصورات وهكذا مشاريع عنصرية بغيضة التي ستظل قائمة وقيد التنفيذ اذا لم يشعر المجتمع الإسرائيلي يكل مكوناته أن هناك ثمناً باهظاً للاحتلال.

2014-05-18 07:08:00